. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
= أن يكون قريبًا} فجعلا ظرفين, ولم يجعلا إلا ظرفي مكان, ومن مسائل الكتاب: إن قريبًا منك زيدًا, فهذا كقولك: إن عندك زيدًا.
وصدد وصقب بمعنى قرب, يقال: صاقبه أي: قاربه, وفي الحديث: «الجار أحق بصقبه» أي: بقربه.
ومن ظروف المكان: الفرسخ, والميل, والبريد, فالفرسخ: اثنتا عشرة ألف خطوة, والميل: ثلث الفرسخ, وهو أربعة آلاف خطوة. والبريد: أربعة فراسخ, وهو ثمانية وأربعون ألف خطوة, ومسافة قصر الصلاة في السفر أربعة برد, وهي ستة عشر فرسخًا, وهي مائة ألف واثنان وتسعون ألف خطوة, فهذه الأسماء وما أشبهها تتعدى إليها الأفعال المتعدية وغير المتعدية, لأنها ظروف.
وها هنا تقسيم: اعلم أن ناصب الظرف لا يخلو من أن يكون ثابتًا, أو محذوفًا, فالثابت: هو الأصل كقولك: سرت أمامك, وغدوت فرسخًا, والمحذوف نوعان: أحدهما: ما جرى ذكره فحذف للدلالة عليه, وذلك في السؤال, يقول القائل: متى سرت؟ فتقول: يوم الجمعة, وأين تجلس؟ فتقول: خلفك أي: سرت يوم الجمعة وجلست خلفك فتحذفه, لجري ذكره في السؤال, ويجوز إظهاره توكيدًا, وفي التنزيل: {قال كم لبثت قال لبثت يومًا أو بعض يوم قال بل لبثت مائة عام} , والثاني: ما لم يجز له ذكر, وذلك في مواضع ٥٥/أخبر المبتدأ كقولك: زيد عندك, وأخبار كان وأخواتها /, وإن وأخواتها, وثاني مفعولي ظننت وأخواتها, وثالث مفعولي أعلمت وأخواتها في الأصل خبر مبتدأ. والحال كقولك: رأيت زيدًا عندك, إذا كان من رؤية العين, والصفة كقولك: مررت برجل أمامك. والصلة كقولنا: الذي خلفك زيد.
والمقدرة في هذه المواضع كلها استقر, وحذف للعلم به, وظروف الزمان والمكان في ذلك فوضى, وما كان من الأمكنة المخصوصة كالبصرة والكوفة والدار =