. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
= فإن قلت: إن «ما» لم يستقم أيضًا, لأن المفعول معه لا ينحصر في غير ذوي العلم ولا في ذوي العلم, بل يجوز أن يكون من كل واحد من النوعين والذي يقال: إنه جعل «ما» مرادفة لشيء, فكأنه قال: وهو كل شيء.
واعلم أن المفعول معه ليس من ضرورات الفعل كما أن المفعول له ضرورة من ضروراته, والفرق بينهما: أن المفعول له علة للفعل فلابد منه, والمفعول معه مصاحب, وقد تفعل الفعل منفردًا.
ويجوز أن يكون المفعول معه مصاحبًا للفاعل كقولك: قمت وزيدًا, ومصاحبا للمفعول كقولك: ضربت عبد الله وأباه.
والواو الواقعة في هذا الباب أصلها الواو العاطفة في قولك: قام زيد وعمرو فصيرت هاهنا بمعنى «مع» والفرق بينهما: [أنك] إذا قلت: قام زيد وعمرًا وجب أن يكونا متصاحبين, كما قلت: قام زيد مع عمرو.
وشرطوا في المفعول معه أن يكون بحيث تصح شركته للفاعل في فعله, ألا ترى أن عمرًا يصح أن يشارك في القيام, فعلى هذا لا يصح أن تقول: تكلم زيد والحجر, كما لا يصح أن يرفع, لأن الحجر لا يتكلم.
وذكر أبو الفتح أمثلة, منها: استوى الماء والخشبة, والمعنى: أن الماء علا بزيادته حتى ساواها. ومنها: جاء البرد والطيالسة. والطيالسة: جمع طيلسان وهي ثياب ٥٦/ب تلبس في الشتاء. ومنها: ما زلت أسير والنيل, وفي النيل ما شرطنا من صحة المشاركة / لأ [نه] يصح منه السير بالجري. ومنها: لو خليت والأسد لأكلك. والرفع هاهنا قبيح من جهة العربية, لأنك لا تعطف على المضر المرفوع من غير توكيد, وضعيف من جهة المعنى, لأن المعنى لو خليت مع الأسد لأكلك, ولو رفعت لكان المعنى: لو خليت أنت وخلي الأسد, ويجوز أن يخلى كل واحد منهما وحده. [ومنها ولو تركت الناقة وفصيلها لرضعها] يقال: رضعها ورضعها لغتان, ويقال في المصدر: =