قال ابن جني: وأما خلا وحاشا: فيكونان فعلين فينصبان, ويكونان حرفين فيجران تقول: قام القوم خلا زيد, وخلا زيد, وحاشى عمرو, وحاشى عمرًا. قال الشاعر:
حاشى أبي ثوبان إن به ... ضنا على الملحاة والشتم
٢٠/أفإن قلت: ما خلا زيدًا / نصبت مع «ما» لا غير. قال الشاعر:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل ... وكل نعيم لا محالة زائل
ــ
= بكرًا, فموضع قولك: لا يكون بكرًا نصب على الحال, والكلام مع عدا وليس ولا ٦٥ - ب يكون جملتان, ومع إلا وغير وسوى جملة. قال الشاعر في الاستثناء بليس /.
١٣٦ - وأصبح ما في الأرض مني بقية ... لناظرها ليس العظام البواليا
قال ابن الخباز: (وأما حاشى وخلا: فيكونان فعلين فينصبان, ويكونان حرفين فيجران). أما حاشى: فذهب الكوفيون إلى أنها فعل لا غير, واستدلوا على ذلك بتصرفها, قالوا: حاشى يحاشي مثل نادى ينادي. قال النابغة:
١٣٧ - ول أرى فاعلًا في الناس يشبهه ... ولا أحاشى من الأقوام من أحد
وحكى الزجاج في كتاب المعاني: «اللهم اغفر لي ولمن سمع حاشى الشيطان وأبا الأصبع» بالنصب. وذهب أبو العباس المبرد إلا أنها تكون حرف جر وفعلًا, فلك أن تجر مستثناها وتنصبه تقول: قام القوم حاشى زيد, فموضع الجار والمجرور نصب والكلام جملة.
وقام القوم حاشى زيدًا, فالكلام جملتان, وفيها فاعل مضمر, أي: حاشى =