قال: أعطيت زيدًا, فأخذ درهمًا لأن الإعطاء يدل على الأخذ وهذا عندنا فاسد, لأنا نقول: أعطيت زيدًا درهمًا فلم يأخذه, فلو كان التقدير كما زغموا, لصار معنى الكلام: أعطيت زيدًا فأخذ درهمًا فلم يأخذه, وتلك مناقضة ظاهرة.
وقال: (باب عطف النسق): ولا يجوز أن تقول: قام زيد لكن عمرو, وأجازه الكوفيون, واحتج أصحابنا بأن «بل» أغنت عنها, واحتج الكوفيون بقياسها على «بل» وأجاب أصحابنا بأن لكن تزول عن العطف إذا دخلت الواو عليها.
وقال: (باب إعراب الاسم الواحد): «وتوهم بعض العصريين أن قسمة الصحيح إلى المنصرف وغير المنصرف مؤذنة بأن المعتل ليس كذلك وهذا توهم باطل».
وقال: (باب خبر المبتدأ): وإنما أخبر عن المبتدأ بالجملة لوجهين: أحدهما: التوسع في العبارة, لأن الجملة تتضمن ضميرًا يعود على المبتدأ والضمير هو المبتدأ في المعنى.
فتعبيره عن نحاة البصرة بقوله: «أصحابنا» وقوله: «وهذا عندنا» واستعماله اصطلاحات المدرسة البصرية كالمنصرف والضمير, دليل قاطع على نزعته البصرية, وإن كان من متأخري النحاة.
***
وفاته:
اختلفت كلمة المترجمين له في تحديد سنة وفاته, فيرى صاحب النجوم الزاهرة وصاحب كتاب الذيل على الروضتين, وابن العماد في شذرات الذهب, وابن الفوطي في تلخيص مجمع الآداب, وكحالة في معجم المؤلفين, والزركلي في الأعلام, واليافعي في مرآة الجنان, وابن شهبة الأسدي في طبقات النحاة, وأبو المحاسن في إشارة التعيين أنه مات في سنة (٦٣٩ هـ) , ويرى صاحب هدية العارفين وصاحب كشف الظنون والسيوطي في البغية أنه توفي سنة (٦٣٧ هـ).
وكانت وفاته رحمه الله بالموصل في شهر رجب, وذكر المقدسي أنه توفى في السابع من رجب, أما السيوطي وابن شهبة فيقولان: إنه مات في العاشر من ذلك الشهر ودفن رحمه الله بظاهر الموصل.