للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

= ولا مذ أسبوع, ولا مذ سنة, لأن علم السامع محيط بأن هذه الأوقات كلها لابتداء مدة الانقطاع. ويجوز إذا قصدت العدة: ما رأيته مذ أسبوع, لأنه يفيد العدد, وهذا قول عبد القاهر.

ومثال كونهما حرفي جر: قولك: أنت عندنا مذ اليوم, وما فارقتنا مذ الليلة. وجر [مذ للحاضر] الذي أنت فيه أكثر [من] جرها لما مضى, لأن حرفيتها [ضعيفة] ومنذ يكثر جرها للزمانين كقولك: أنت عندنا منذ البارحة وأنت عندنا منذ الليلة, فقولك: أنت عندنا منذ البارحة بالرفع أحسن. واستدل أبو علي بأنهما يكونان حرفين بقولنا: منذ كم سرت؟ لأنهما قد أوصلا الفعل إلى كم [كما] أن الباء في قولك: [بمن] تمر كذلك. وإذا كانا حرفين وجررت بهما ما مضى: فهما لابتداء غاية الزمان كمن في ابتداء غاية المكان. وإذا جررت بهما الحاضر: فهما بمعنى «في» وإذا كانا اسمين بمعنى الأمد: فبناؤهما لأنهما استغرقا الوقت فأشبها لام التعريف. وإذا كانا لأول المدة: فباؤهما لأنهما أشبها من في ابتداء الغاية. وإذا كانا حرفين: فبناؤهما ظاهر لأن الأصل في الحروف البناء.

وحركت منذ لالتقاء الساكنين واختير لها الضم إتباعًا للميم, لأن الحاجز ساكن ٧١/أخفي, وهو غير حصين, كما قالوا: منتن / فضموا التاء اتباعًا للميم وسكنت مذ: لأنه لم يلتق فيها ساكنان, والأصل في البناء السكون, ومنهم من يقول: مذ فيضم الذال, لأن أصلها منذ, فأبقاها بعد الحذف على حالها قبل الحذف, لأنه طارئ, فإن لقيها ساكن ضمت الذال كقولك: مذ اليوم, ردا إلى الأصل كقولهم: ذهبتم الآن, ومنهم من ينظر إلى الظاهر فيكسرها لالتقاء الساكنين فيقول: مذ اليوم, كما أن بعضهم يقول: أعطيتكم اليوم, فيكسر الميم حكاه سيبويه.

<<  <   >  >>