للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

وإبدال المضمر من المظهر كقولك: الجارية حسنها أعجبتني الجارية هو, فهذه أربع وعشرون مسألة, ولابد من ختم الباب بثلاث مسائل.

المسألة الأولى: أن يقال: إذا كان معنى قولك: ضربت زيدًا رأسه ضربت رأس زيد, فهلا قيل: ضربت رأس زيد؟ قلت بينهما فرق من وجهين: أحدهما: أن قولك ضربت زيدًا رأسه يفيد التوكيد. والثاني: أنه يفيد ضرب الرأس متصلًا بزيد, لأنك ذكرت زيدًا ولو قلت: ضربت رأس زيد لجاز أن يكون متصلا به ومنفصلا عنه.

المسألة الثانية: اختلف النحويون في العامل في البدل, فذهب قوم إلى أن العامل فيه العامل في المبدل منه, والمبدل منه كالشرط لنفوذه إليه, وهذا قول مهجور. والقول الثاني - وهو الصحيح -: أن العامل فيه محذوف دل عليه الأول, ويدلك على ذلك مجيئه صريحًا في قوله سبحانه: {قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم} فمن بدل من الذين بتكرير اللام. وقال تعالى: {ومن النخل من طعامها قنوان} فالطلع بدل من النخل بتكرير من, قال عبد القاهر رحمه الله: حق عامل البدل أن لا يظهر, لأنه مدلول عليه, وفي الإبدال اختصار فإن ظهر فإنما يكون حرفًا, يريد أن الفعل لا يظهر, فأما قوله: / سبحانه: {واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون} , {أمدكم بأنعام وبنين} فالجملة الثانية شارحة للأولى كقولك: ضربت رأس زيد قذفته بالحجر.

المسألة الثالثة: اختلفوا في المبدل منه, أهو مطرح أم مراد؟ فمنهم من قال: إنه مطرح, لأن الثاني سمي بدلا لقيامه مقامه, ومنهم من قال: إنه مراد واحتج بقول الشاعر:

١٩٠ - إن السيوف غدوها ورواحها ... تركت قزارة مثل قرن الأعضب

<<  <   >  >>