وقال المرادي في (حتى): إذا عطف بحتى على مجرور, قال ابن عصفور: الأحسن إعادة الجار, ليقع الفرق بين العاطفة والجارة. وقال ابن الخباز: لزم إعادة الجار فرقًا بينها وبين الجارة, وقال ابن الخباز في (توجيه اللمع): «وإذا قلت: مررت بهم حتى بزيد, وجب إعادة الجار, لأن المعطوف عليه مضمر مجرور, وقد حصل من ذلك الفرق بين العاطفة والجارة» فمضمون كلامه في توجيه اللمع هو ما نص عليه المرادي في الجني الداني.
وقال السيوطي: «قال ابن الخباز: إن قلت ما الفرق بين: زيد أخوك وأخوك زيد؟
قلت: من وجهين:
أحدهما: أن زيدًا أخوك, تعريف للقرابة, وأخوك زيد, تعريف للاسم.
والثاني: أن زيدًا أخوك, لا ينفي أن يكون له أخ غيره, لأنك أخبرت بالعام عن الخاص, وأخوك زيد, ينفي أن يكون له أخ غيره, لأنك أخبرت بالخاص عن العام, وهذا ما يشير إليه الفقهاء في قولهم: زيد صديقي وصديقي زيد, نقله ابن هشام في تذكرته وهذا النص وجد بحروفه في (توجيه اللمع) لابن الخباز (باب خبر المبتدأ) وقال السيوطي: قال ابن الخباز: إنما لم يبنوا «اثني عشر» لأنه لا نظير له, إذ ليس لهم مركب صدره مثنى وهذا النص بعينه ذكره ابن الخباز في (باب العدد) قال: أما اثنا عشر فإن شطره الأول معرف, لأنهم لو بنوه للتركيب لم يكن له في كلامهم نظير, لأنه ليس في كلامهم مركب أول شطريه مثنى.
وقال السيوطي أيضًا: قال ابن الخباز: الاثنان هجر جانبة في موضعين:
الأول: أن الأعداد من الثلاثة إلى العشرة بنوا منها صيغ الجمع من ثلاثين إلى تسعين, ولم يقولوا من الاثنين: ثنيين.
والثاني: أن من الثلاثة إلى العشرة اشتقت من ألفاظها الكسور, فقيل: ثلث وربع إلى العشر, ولم يقل في الاثنين: ثني, بل نصف وهذا النص كذلك في توجيه اللمع (باب العدد).
فهذه النصوص التي نقلها العلماء بعده عنه وأودعوها بطون كتبهم والتي ثبت أنها موجودة في ثنايا كتاب «توجيه اللمع» تدل دلالة قاطعة على صحة نسبة هذا الكتاب إلى ابن الخباز.