. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
= المعدوم: {إن زلزلة الساعة شيء عظيم} وقال تعالى: {ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا * إلا أن يشاء الله} ولا خفاء في أن الزلزلة معدومة, والموعود بفعله غير موجود حين الوعد.
وأما علماء الكلام فاتفقوا على أن الموجود يسمى شيئًا, واختلفوا في المعدوم فمنهم من قال: إنه لا يطلق / عليه اسم الشيء, لأن المعدوم لا حقيقة له ممتازة عن غيرها ومنهم من قال: إنه يطلق عليه اسم الشيء, لأن المعدومات ذوات قائمة بأنفسها قيامًا هيولانيا, وتأثير الصانع في إيجاد الأمور العرضية كالصورة والطول والعرض والعمق, ولولا أن هذا إملاء عربية لبينت حقيقة هذا الاحتجاج ومن قال: إن الشيء لا يطلق إلا على الموجود وجب أن لا يجيز: الشيء موجود, لأنه لم يستفد من المبتدأ.
فإن قلت: فمن قال: إنه مرادف للموجود فهل اسم أعم منهما؟
قلت: نعم معلوم ومفهوم ومذكور ومتصور, ولم يختلفوا في أن هذه تتناول الموجود والمعدوم. وأما الموجود فهو أخص من شيء, إن قلنا: إنه يطلق على المعدوم فهو داخل تحته لأنك تقول كل موجود شيء, وليس كل شيء موجودًا, لأن المعدوم, شيء, وليس بموجود, ومحدث أخص من موجود, لأنك تقول: كل محدث موجود, وليس كل موجود محدثًا, لأن الباري سبحانه وتعالى موجود وليس بمحدث.
والموجود قسمان: محدث وقديم, فالمحدث: هو الكائن بعد أن لم يكن, فالمحدث يقتضي المسبوقية بالعدم. والقديم هو الذي لا أول لوجوده, فالقديم يقتضي عدم المسبوقية. وجوهر أخص من محدث, لأنك تقول: كل جوهر محدث وليس كل محدث جوهرًا, لأن العرض مُحدث. والجوهر عبارة عن المتحيز, وحقيقته أنه الذي يمكن أن يشار إليه إشارة حسية بأنه هنا أو هناك. والغرض عبارة عما لا يتقى زمانين, وقيل: هو القائم بالمتحيز.