= {يوسف أعرض عن هذا} والمضاف كقوله تعالى: {ربنا لا تزغ قلوبنا}. وسوغ الحذف أن المعنى معلوم بدليل الحال. وقسم لا يجوز معه حذف, وهو النكرة المقصودة, فلا تقول: رجل أقبل, وذلك أن الأصل في النكرة المقصودة أن تنادي بأي, فيقال: يا أيها الرجل, فلو قيل: رجل أقبل لحذفت منه أربعة أشياء: يا وأي وها واللام, وقد يحذفونه في ضرورة الشعر, قال الأعشى /:
٢٢٤ - وحتى يبيت القوم في الصيف ليلة ... يقولون نور صبح والليل عاتم
وكذلك المبهم, فلا تقول: هذا أقبل, لأن يا تنقله من تعريف الإشارة إلى تعريف الخطاب فلم يجز حذفها, ويجوز حذف يا مع أي, قال عدي بن زيد:
٢٢٥ - أيها القلب تعلل بددن ... إنما همى سماع وأذن
وأما قوله:(إن حرف النداء يحذف مع ما لا يكون صفة لأي, ولا يحذف مع ما يكون صفة لأي). فهو إشارة إلى ما ذكرناه من العلة.