للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال ابن جني: وتقول في ترخيم شقاوة وعباية: يا شقاو ويا عباي, ومن قال: يا حار قال: يا شقاء ويا عباء أبدل الواو والياء همزة لوقوعهما طرفًا بعد ألف زائدة. فإن سميت رجلًا بحبليان تثنية حبلى قلت على يا حار: يا حبلي أقبل. تحذف الألف والنون وتدع الياء مفتوحة بحالها. ومن قال يا حار لم يجز على قوله ترخيم حبليان, لئلا تنقلب الياء ألفا, فتقول: يا حبلي, وهذا فاسد, لأن ألف فعلى لا تكون أبدًا منقلبة, إنما هي أبدًا زائدة, فعلى هذا فقس, فإن في المسائل طولًا.

ــ

قال ابن الخباز: الأصل الثالث: إذا وقعت الواو والياء طرفين بعد ألف زائدة قلبتهما همزة, فمن الواو: كساء وشقاء, وأصلهما كساو وشقاو, لأنهما من الكسوة والشقوة. ومن الياء: سقاء وقضاء, لأنك تقول في الفعل: سقيت وقضيت, وللتصريفين في ذلك قولان: أحدهما: أن الواو والياء قلبتا همزتين من أول الأمر.

١٠٨/ب والثاني: أن الواو / والياء قلبتا ألفين, لأن الألف التي قبلها زائدة ساكنة, فصارت الواو والياء في التقدير إلى جانب فتحة العين فقلبا ألفًا فاجتمع ألفان, فأبدلت الثانية همزة, فإذا كان بعد الواو والياء تاء التأنيث فمنهم من يجعل وجودها كعدمها, فيقلب معها كما يقلب مع طرحها فيقول: عباءة كما يقول عباء.

قال كعب بن زهير:

٢٢٥ - ألما على رسم بذات المزاهر ... سحيق كأخلاف العباءة داثر

ومنهم من يبني الكلمة على التاء فلا يعل, فيقول: عباية وعضاية وغباوة وشقاوة قال امرؤ القيس:

<<  <   >  >>