= من أن تكرم وبأن نجلس, ولا يقولونه. والجواب: أما قولهم: لو كانت حرف جر لم تدخل على الفعل فنقول: لم تدخل على الفعل وإنما دخلت على «أن».
وأما قولهم: لو كانت حرف جر (و) دخلت على الفعل, لجاز دخول من والباء. فالجواب: أن اللام حرف معناه التعليل, وهو لا يكون إلا بالأحداث, لأنها أغراض الفاعلين, فلذلك اختصت اللام بالدخول.
واللام تستعمل على ثلاثة أوجه: أحدها: أن يجوز معها إظهار أن وذلك في الواجب, قال الله تعالى في الإضمار:{إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا * ليغفر لك الله} / وقال تعالى: {وأمرن لأن أكون أول المسلمين} في الإظهار. أما ١١٨/أجواز الإظهار: فلأنه قد علم أن اللام ليست من عوامل الأفعال, وأما الإظهار: فلأنه الأصل. الثاني: أن يجب معها إظهار «أن» وذلك إذا توسطت «لا» بينهما وبين الفعل كقوله تعالى: {لئلا يعلم أهل الكتاب} وذلك أنه لا يجسر أن يؤتي بفاصل بين الجار والمجرور في الظاهر, ولئلا يدخل الجار على لا مع الفعل. وقال شيخنا رحمه الله: الإتيان بزائد لا يحتاج الكلام إليه وطرح ما يحتاج الكلام إليه غير مناسب فلذلك وجب إظهار «أن». الثالث: أن يجب إضمار أن وذلك في سياق النفي كقوله تعالى: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم} وسألت شيخنا رحمه الله: لم وجب الإضمار؟ فقال: لأن قولك: ما كان ليفعل, نقيض قولك: لقد كان يفعل. وليس في ذلك «أن» , فيجيء بهذا على طريق ما يناقضه.
وأما حتى فقد ذكرتها في بابها. ولا يجوز إظهار «أن» بعد الواو والفاء, لأنه لما لم يكن في الكلام الأول مصدر معطوف عليه صريح لم تأت بأن, لأنها تصرح بالمصدر. وجاز إظهار أن مع اللام, لأن اللام متمكنة في الدخول على الأسماء,