. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
= أحد من المشركين استجارك}.
والثاني: أنه يشترط به على كل شيء من عين ومعنى وزمان ومكان.
والثالث: أنه يجوز حذف الفعل بعده, يقول لك القائل: أتزور زيدًا وهو يشتمك, فتقول: أزوره وإن, تريد: أزوره وإن شتمني, وقد ضمنت معناه أسماء فجوزي بها, وتلك الأسماء غير ظروف وظروف, فالأول: من, وما, وأي, ومهما.
والثاني: متى, وأين, وأنى, وحيثما / وإذما. وفائدة وضع هذه الأسماء ١١٩/ب الاختصار لما فيهن من العموم لما وضعت له, فمن تعم ذوي العلم وما تعم غير ذوي العلم, وأي: تعم الأجزاء من ذوي العلم وغيرهم, ومهما بمنزلة ما, وأين تعم الأمكنة, وكذلك أنى, وحيثما, ومتى تعم الأزمنة, وكذلك إذما. ولولا هذه الكلم لكان في الشرط إطالة مفرطة ألا ترى أنك لو لم تأت بمن, وأردت الاشتراط على الأناسي لم تقدر أن تفي بالمعنى الذي تفي به من, لأنك إذا قلت: من يقم أقم معه, استغرقت ذوي العلم ولو جئت بإن فقلت: إن يقم زيد أقم معه, وذكرت كثيرين من الجنس لم تسغرقه كقولك: إن يقم زيد أو عمرو أو بكر أو خالد أو محمد أقم معه, فلا خفاء في فائدة المجيء بهذه الأسماء, وأمثلة ذلك تقول: إن تقم أقم معك, قال الله تعالى: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} وتقول: من يقم أقم معه, قال زهير:
٢٨٢ - ومن يغترب حسب عدوًا صديقه ... ومن لا يكرم نفسه لا يكرم
وتقول: ما تصنع أصنع, قال الله تعالى: {وما تنفقوا من خير يوف إليكم} وقال طرفة بن العبد:
٢٨٣ - أرى العمر كنزًا ناقصًا كل ليلة ... وما تنقص الأيام والدهر ينفد