= وفي التنزيل:{أينما تكونوا يدرككم الموت} وتقول: أنى تذهب أذهب معك قال لبيد:
٢٨٨ - فأصبحت أنى نأتها تلتبس بها ... كلا مركبيها تحت رجلك شاجر
وتقول: حيثما تكن أكن هناك, أنشد عبد القاهر:
٢٨٩ - ............... وحيثما يك أمر صالح تكن
وتقول: إذ ما تجلس أجلس, وأنشد سيبويه:
٢٩٠ - فإذ ما تريني اليوم أزجي ظعينتي ... أصعد طورًا في البلاد وأفرع
فإني من قوم سواكم وإنما ... رجالي فهم بالحجاز وأشجع
وها هنا مسألتان لابد من ذكرهما: الأولى: أن الشرط والجواب لابد من أن يختلفا, فتارة يختلفان والفاعل واحد كقولك: إن يزرنا زيد يحدثنا, وتارة يتحدان ويختلف الفاعل كقولك: إن يقم زيد يقم عمرو, وتارة يختلفان ويختلف الفاعل كقولك: إن يقم زيد يجلس عمرو, فهذه ثلاثة أقسام جائزة, والقسم الرابع محال وهو أن يتحدا ويتحد الفاعل كقولك: إن يقم زيد يقم زيد, وهذا لا يجوز, لأن الشيء لا يكون سببًا لإيجاد نفسه, لأنه لو كان سببًا لإيجاد نفسه لكان موجودًا قبل وجوده, فيلزم أن يكون متقدمًا متأخرًا, وهو محال.