قال ابن جني: فإن كان الضمير في الصلة منصوبًا متصلًا بالفعل, جاز حذفه جوازًا حسنًا لطول الكلام تقول: كلمت الذي كلمت, فحذفت الهاء لطول الاسم.
فإن انفصلت لم يجز حذفها تقول: الذي مررت به زيد, ولا تقول: الذي مررت زيد لانفصال الضمير من الفعل, واتصاله بالباء, ولو قلت: ضربت الذي قامت هند لم يجز, لأنه ليس في الجملة ضمير يعود على الموصول من جهة صلته, فإن قلت:
عنده أو معه أو نحو ذلك, صحت المسألة لعود الضمير من الصلة/ ولو ٥١/ب قلت: ضربت التي سوطا أخوها جعفر لم يجز, لأنك فصلت بالسوط وهو أجنبي بين الصلة والموصول وصحة المسألة أن تقول: ضربت التي أخوها جعفر سوطًا, أو ضربت سوطًا, التي أخوها جعفر, أو سوطًا ضربت التي أخوها جعفر, كل ذلك جائز.
ــ
قال ابن الخباز: ولا يجوز حذف العائد من الصلة, لأنه هو الذي ربطها بالموصول, فحذفه يقطع ما بينها وبينه, فإن كان منصوبًا متصلًا بفعل جاز حذفه, (وقولنا: منصوبًا احترازًا من المرفوع فإن حذفه) يجوز جوازًا قبيحًا كقراءة بعضهم: {تمامًا على الذي أحسن} أي: الذي هو أحسن, وإنما قبح حذفه, لأنه شطر الجملة وقولنا: متصلا, احترازًا من المنفصل كقولك: الذي إياه أكرمت زيد.
لا يجوز حذفه, لأن الضمير المنفصل يجري مجرى الظاهر, وقولنا: بفعل احترازًا من المتصل بالحرف كقولك: الذي إنه قائم زيد, لا يجوز حذفه, لأنه في الأصل مبتدأ, وقد كثر حذف العائد في القرآن, قال الله تعالى: {ذلك هدى الله يهدي به من يشاء} وقال تعالى: {منهم من كلم الله} وقال تعالى: