للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال ابن جني: ولكن لو قلت: سوطًا مررت بالذي ضربته, لم يجز, لأنك قدمت السوط - وهو منصوب بما في الصلة على الموصول. ولو قلت: جاءني الذي هل قام غلامه, لم يجز لأن الاستفهام لا يدخله صدق ولا كذب, فلذلك لا يكون صلة, وكذلك الأمر والنهي, وكذلك لو قلت: الذي يوم الجمعة زيد, لم يجز, لأن ظروف الزمان لا تكون صلات للجثث كما لا تكون أخبارًا عن الجثث. ولكن تقول: عجبت من القيام الذي يوم الجمعة لأن ظروف الزمان تكون صلات للأحداث كما تكون أخبارًا عنها, وتقول: ضربت الذي قام غلامه زيد, وإن شئت زيدًا, وإن شئت زيد, أما الرفع فعلى أن يكون زيد بدلًا من الغلام, والنصب/ على أن يكون بدلًا من الذي, وإذا جررت جعلته بدلًا من الهاء في غلامه, قال الفرزدق:

على حالة لو أن في القوم حاتمًا ... على جوده لضن بالماء حاتم

جر حاتمًا, لأنه بدل من الهاء في جوده.

ــ

= جعفر صلة وسوطًا مصدر لضربت أجنبي من الصلة والموصول, لأنه مصدر فعل عامل في الموصول, فلو كان في الصلة لم يعمل فيه ما عمل في الموصول. ولصحة المسألة ثلاث صور: إحداها: أن توقع سوطًا بعد الصلة فتقول: ضربت التي أخوها جعفر/ سوطًا, فيكون قولك: التي أخوها جعفر بمنزلة هند كأنك قلت: ضربت هندًا سوطًا. الثانية: أن توقع سوطًا بين ضربت والتي فتقول: ضربت سوطًا التي أخوها جعفر, فكأنك قلت: ضربت سوطًا هندًا.

الثالثة: أن تقدم سوطًا على ضربت فتقول: سوطًا ضربت التي أخوها جعفر, هذا ما ذكره, ويجوز سوطًا التي أخوها جعفر ضربت, والتي أخوها جعفر سوطًا ضربت, فهاتان صورتان أخريان.

قال ابن الخباز: ولا يجوز أن تقول: سوطًا مررت بالذي ضربته لأن سوطًا

<<  <   >  >>