للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

= القسم لم يجز حذف همزة الوصل, لأنك لو حذفتها لالتبس الاستفهام بالخبر, إذا قلت: ألغلان ذهب بك؟ وأيمن الله يمينك؟ ولا التباس في قولك: أشتريت لزيد ثوبًا»؟ لأن همزة الوصل: مكسورة وهمزة الاستفهام مفتوحة, فافترقا. وأما همزة «اللام» وهمزة «أيمن» فمفتوحتان كهمزة الاستفهام فاشتبها, فإذا كان كذلك أبدلت من همزة «اللام» وأيمن «ألفًا فتقول: «آلغلام ذهب بكل» وآيمن الله يمينك؟ وفي التنزيل: «آلذكرين حرم أم الأنثيين} و {آلله أذن لكم}؟ و {آلله خير أما يشركون}؟ : وقالوا في القسم: الله لتذهبن فجعلوا همزة الاستفهام عوضًا من حرف القسم, وغرض أبي الفتح رحمه الله: أنهم أبدلوا الهمزة الثانية ألفًا.

وقالوا في النداء: يا ألله اغفرلي, فقطعوا الهمزة, لأنها خلف عن همزة «إله» وغرضه بذلك أن يجعل لإبدالها مساغًا, لأنها أشبهت همزة القطع بالثبوت. والنوع الثاني من الحذف: أن يكون قبل الهمزة حرف لين, فإن كان ما قبله من جنسه حذفت الهمزة وحذفته, فصار المتحرك الذي قبله إلى جانب ما بعدها كقولك «يخشى/ القوم, ويغز الجيش, ويرم الغرض» وإن كان ما قبلها من غير جنسه حركت الواو والياء, فصارا مثل الهمزة في التوصل, وفي التنزيل: {اشتروا الضلالة} وتقول: واخشي الله.

ولابد من حركة همزة الوصل, لأنها جيء بها وصلة إلى النطق بالساكن فلو كانت ساكنة احتاجت إلى وصلة, وحقها الكسر, لأنها في الأصل ساكنة وما بعدها ساكن, فكسرت لالتقاء الساكنين, ولم يفتحوا إلا همزة «اللام» لكثرة دورها في الكلام. وفي همزة «أيمن» لغتان, وقد ذكرنا لغات أيمن في القسم. ويعرض لهمزة الوصل الضم في موضعين: أحدهما: الأحد عشر بناء إذا بنيت للمفعول به ضمت همزتها إتباعًا للثالث: لأنه يضم ضمًا لازمًا, تقول:

<<  <   >  >>