قال ابن جني: فأن سألت «بمن» عن نكرة حكيت الإعراب في «من» نفسها, إذا قال: رأيت رجلًا, قلت: مناه, وإذا قال: جاءني رجل, قلت: منو, ومررت برجل, فتقول: مني, وعندي رجلان, فتقول: منان, وعندي امرأة, فتقول: منه, وعندي امرأتان, فتقول: منتان, ورأيت رجلين, فتقول: منين. ومررت بامرأتين, فتقول: منتين, وعندي رجال, فتقول: / منون, ومررت بنساء, فتقول: منات.
فإن وصلت أسقطت العلامة من الجميع, فتقول إذا قال: رأيت نساء, أو كلمني رجل, أو مررت بامرأة: من يا فتى في هذا كله.
وإذا سألت «بأي» أعربتها في الوصل والوقف. تقول: جاءني رجل, فتقول: أي يا فتى, ولقيت امرأة فتقول: أية, ومررت برجلين فتقول: أيين, ولقيت نساء فتقول: أيات يا فتى.
ــ
قال ابن الخباز: وأما النكرة فإذا سألت عنها «بمن» فإن كانت مفردة قابلت حركة الإعراب في لفظ المسئول بما يجانسها من حروف اللين في كلامك, فإذا قال: جاءني رجل قلت: منو, وإذا قال: رأيت رجلًا قلت: منا, وإذا قال: مررت برجل, قلت مني, واختلف النحويون في هذه الحروف, فمنهم من قال: حركت النون ومطلت الحركة, فنشأت المدة, وهذا رديء, لأن «من» مبنية على السكون. ومنهم من قال: ألحقت المدات, وحركت النون قبلهن اتباعًا لهن لئلا يجتمع ساكنان.
وإن كانت مثناة أو مجموعة في التذكير والتأنيث جئت بأدلة هذه المعاني, فإذا قال: جاءني رجلان, قلت: منان, وإذا قال: رأيت رجلين أو مررت برجلين, قلت: منين. وإذا قال: جاءني رجال, قلت: منون, وإذا قال: رأيت رجالًا ومررت برجال, ٌلت: منين, والنون ساكنة في هذا كله, لأنه في موضع الوقف, فإذا قال: جاءتني امرأة, أو رأيت امرأة, أومررت بامرأة. قلت: منه بهاء ساكنة للتأنيث في الجميع وإذا قال: جاءتني امرأتان. قلت: منتان, وإذا قال: رأيت امرأتين أو مررت