قال ابن جني: فإن كانت قبل الألف راء مفتوحة, وبعدها راء مكسورة, غلبت المكسورة المفتوحة فجازت الإمالة, وذلك قولك: جئتك في سرار الشهر, وهذا من شرار الناس, قال الله عز وجل: {وإن الآخرة هي دار القرار}.
وقد اطردت الإمالة في الفعل, وإن كانت فيه حروف الاستعلال لتمكن الفعل في الاعتلال, وذلك نحو: سقى وقضى وغزى ودعا, وهو يشقى والأشقى. ولا تمال الحروف لبعدها من الاشتقاق, إلا أنهم قالوا: «بلى» لأنها قويت لما قامت بنفسها. وقالوا: يا زيد, فأمالوا أيضًا, لأنها قويت لما نابت عن الفعل أي: أدعوا زيدًا, أو أنادي زيدًا. وكذلك الأسماء الموغلة في شبه الحرف نحو: إذا ولدا وعلى, وأني, وأمالوا «متى, وأني, وذا» فأمالوا حملًا على الأسماء.
ــ
ضمتين وفتحتها بمنزلة فتحتين, تقول: «هذا حمارك, ورأيت حمارك». وإن كانت مكسورة: جازت الإمالة كقولك: مررت بحمارك, لأنها إذا غلبت المستعلى فغلبتها غير المستعلى أولى, وقرأ أبو عمرو: {عذاب النار} , {والمستغفرين بالأسحار} / {وانظر إلى حمارك} , {والجار ذي القربى} وهو كثير.
قال ابن الخباز: فإن اكتنفت الألف راءان مفتوحة قبلها, ومكسورة بعدها, أميلت الألف, لأن الراء الأولى المفتوحة لا تكون أقوى من المستعلي, وإنما شبهت بالمستعلى وليس فيها استعلاء, وإذا غلبت المكسورة المستعلية التي تمنع الإمالة مكسورة في نحو: «حاصل».
فإن تغلب الراء المكسورة الراء المفتوحة التي لا تمنع الإمالة مكسورة أولى, وذلك كقولك: جئتك في سرار الشهر «وفلان من شرار الناس» ويقرأ أبو عمرو: {كنا