قال ابن جني: واعلم أن في الأسماء الآحاد ستة أسماء تكون في الرفع بالواو, وفي النصب بالألف, وفي الجر بالياء, وهي: أبوك, وأخوك, وحموك, ٥/ب وهنوك / وفوك وذو مالٍ, تقول في الرفع: هذا أبوك وأخوك وحموك وهنوك وفوك وذو مال, وفي النصب: رأيت أباك وأخاك وحماك وهناك وفاك وذا مال. وفي الجر: مررت بأبيك وأخيك وحميك وهنيك وفيك وذي مال. فالواو حرف الإعراب, وهي علامة الرفع, والألف حرف الإعراب وهي علامة النصب, والياء حرف الإعراب وهي علامة الجر.
ــ
قال ابن الخباز: وأما الأسماء الستة التي هي: أبوك, وأخوك, وحموك, وهنوك, وفوك, وذو مالك فرفعها بالواو, ونصبها بالألف, وجرها بالياء, وذلك منوط بشرطين: أحدهما: أن تكون مضافة إلى غير ياء المتكلم. والثاني: أن تكون مكبرة تقول: جاءني أبوك, ورأيت أباك, ومررت بأبيك, وكذلك سائرها.
وإنما أعربت بالحروف, لأنها أشبهت المثنى والمجموع, وذلك أن منها ما يلزم الإضافة وهو فوك وذو مال, ومنه ما تغلب عليه الإضافة وهو باقيها, والإضافة فرع على الإفراد كما أن التثنية والجمع فرعان عليه.
وإنما أعربت بحروف العلة, لأنها مشابهة الحركات, وقد ذكرناه, فالواو كالضمة, والألف كالفتحة, والياء كالكسرة, واختلفوا في هذه الحروف ما هي؟ وجملة الأقوال في ذلك ثمانية, ولولا أني ضمنت الاختصار لذكرتها, والذي يليق بهذا الكتاب ذكر قول ابن جني وبه قال أبو علي وكان ابن جني من أصحابه, قالوا: إذا قلت: جاءني أبوك فالواو بمنزلة الدال والضمة في قولك: جاءني زيد, فالواو ٥/أحرف الإعراب وعلامة الإعراب, وكذلك الألف / في قولك: رأيت أباك بمنزلة الدال والفتحة في قولك: رأيت زيدًا. والياء في قولك: مررت بأبيك بمنزلة الدال والكسرة في قولك: مررت بزيد, وإنما حكموا بذلك, لأن حروف العلة لو سقطت لاختلفت معاني هذه الأسماء فهي كحروف الإعراب, وتوجد بوجود العامل وتزول بزواله فهي كعلاماته, فهذا معنى قوله: (فالواو حرف الإعراب وهي علامة الرفع) ولا خفاء في مشابهة باب «ظبي وصبي» والأسماء الستة للمعتلات, لأن آخرها حرف علة.