للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يخفي الباء في الميم في قوله بما ولا تكون الباء عنده إلا متحركةً لأن سكونها كسر في رأيه ورأي غيره وكذلك قول الراجز: (١)

وغير سفعٍ مثلٍ يحامم

أنشده سيبويه على الإخفاء وهذا لا يجوز إلا أن تكون الميم المخفاة متحركة وإذا جمعت آيًا على ثمل أزمان وأجمال قلت آياء فقلبت الياء الآخرة همزة كما فعلت في سقاء وقضاء ولو صغرت على رأي الخليل لجاز لك أن تقول إيية وأيية كما تقول ثدي وثديٌّ (٢) ولو صغرت على القول الآخر وهو مذهب من يرى أن أصلها إية بالتشديد لقلت كما قلت في القول الأول لأنه يرجع إلى مثل حاله فأما من زعم أنها فاعلة في الأصل فيلزمه أن يقول في تصغيرها أوية لأن الألف عنده الف فاعلة وليست منقلبةً عن ياءٍ وإنما هي كألف ضارب وطالب وهذه الألف تصير واوًا في التصغير والجمع فتقول طويلب وغويلب وإذا سميت رجلاً


= سيبويه في ج ٢ ص ٤٠٨ شاهدًا على إخفاء الباء عند الميم من قوله بما لاشتراكهما في المخرج لأن الإدغام لا يمكن لأنه يؤدي إلى كسر البيت فجعل الإخفاء بدلاً من الإدغام والمراد بالإخفاء إخفاء أول المثلين إخفاء يشبه الإدغام وقد قال سيبويه فلو اسكن لانكسر الشعر ولكنا سمعناهم يخفون ولو قال اني ما قد كلفتني فاسكن الباء وأدغمها في الميم في الكلام لجاز لحرف المد.
(١) هذا البيت أورده سيبويه ج ٢ ص ٤٠٨ لغيلان بن حريث شاهدًا على إخفاء الميم إذ لم يمكن إدغامها لأنه يؤدي إلى انكسار الشعر والسفع الأثافي لسوادها ومثل منتصبة ويحامم أصلها يحاميم جمع يحموم وهو الأسود وقد حذف الياء للضرورة
(٢) ثدي على وزن فعول وثدي بكسر الثاء لما بعدها من الكسر

<<  <  ج: ص:  >  >>