للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طالبًا قلت في جمعه طوالب ولو أن الاشتقاق والفعل دلا على أن آيةً من ذوات الياءين لجاز أن يدعى فيها أنها من أوى كأنها علامة يأوي إليها الضال فتكون الفها منقلبةً من الواو وتصح الياء لأجل علة العين ولو صغرت على هذا الرأي لقيل أوية لأنها ترد إلى الأصل كما ترد الساحة إليه (١)

وغاية (٢) استدلَّ على أنها من ياءين بقولهم غييت غايةً وهي نحو الراية وقالوا غيابة للسحابة (٣) ولولا ذلك لجاز أن تقول في غاية إذا عني بها الراية إنها من ذوات الواو مأخوذة من قولهم تغاوى القوم إذا اجتمعوا (٤) كأنهم يريدون الاجتماع إلى الراية المنصوبة

ورواية (٥) يذكرها النحويون في هذا الباب وقد همزها بعض العرب وإذا همزت فهي من رأيت وليست من باب آيةٍ لأنها حينئذ فعلة بسكون العين ولم يجتمع فيها ما اجتمع في آية من حروف العلة


(١) الساحة الناحية. وفضاء يكون بين دور الحي وعينها واو لأنهم قالوا في جمعها سوح وفي تصغيرها سويحة والتصغير يرد الأشياء إلى أصلها
(٢) الغاية مدى كل شيء. والغاية الراية. والفه أصلها باء لأنه مؤلف من غين وياءين وقال أبو زيد غييت للقوم تغييًا جعلت جعلت لهم غاية
(٣) في اللسان والغيابة السحابة المنفردة وقيل الواقفة وكل شيء اظلك فهو غياية
(٤) التغاوي التجمع والتعاون على الشر وتغاووا عليه جاءوا من هنا ومن هنا
(٥) في اللسان الراية العلم لا تهمزها العرب وأصلها الهمزة وحكى سيبويه راءه بالهمز شبه الف راية وأن كانت بدلاً من العين بالألف الزائد فهمز اللام كما يهمزها بعد الزائدة في نحو سقاء وشقاء ورييتها عملتها كغيبتها

<<  <  ج: ص:  >  >>