مثل عاع يعوع وإذا اجتمعت الواو والياء في صدر الكلمة كرهوا أن يصرفوا منها الفعل وذلك مثل يوم (١) وويح وويل وويس وويب والوين وهو العنب الأسود ويقال الزبيب لم يبنوا من هذا كله فعلاً لأنهم لو فعلوا ذلك لم يكن لهم بد من الأعلال فيقولون وآل يويل وواس يويس
(١) قال الرضي في شرح الشافية ج ٣ ص ٧٢ اعلم أن كون الفاء ياء والعين واوًا لم يسمع إلا في يوم ويوح. ولم يسمع العكس إلا في نحو ويل وويح وويس وويب. واليوم. من طلوع الشمس إلى غروبها وبوح الشمس لا يدخله الصرف والألف واللام ويقال فيه يوحى وويل كلمة عذاب وويح كلمة رحمة وقيل ترحم وتوجع وويس كلمة في موضع رأفة واستملاح كقولك للصبي ويسه ما املحه. وويب كلمة مثل ويل وويب وويح وويس وويل أربعة ألفاظ متوافقة لفظًا ومعنى لا خامس لها وأن وقع خلاف في أن بعضها يكون في الخير وبعضها يكون في هلكة وزاد ابن فارس عن الخليل وبه وويك. وعد ابن القطاع الأفعال التي لا تنصرف تسعة نعم وبئس وليس وعسى وويح زيد وويبه وويله وويسه والمازني ذكر أن الأربعة الأخيرة مصادر ونقل ابن عصفور أن من الناس من استعمل فعلاً من ويج وزاد أبو العلاء الوين قال ابن جني امتنعوا من استعمال أفعال الويل والويس والويح والويب لأن القياس نفاه ومنع منه وذلك لأنه لو صرف الفعل من ذلك لوجب اعتلال فائه وعينه كوعد وباع فتحاموا استعماله لما كان يعقب من اجتماع اعلالين وهذا لا يتأتى في الماضي لأن الفاء لا تعل فيه وإنما يتاتي في المضارع لأن مضارع ويس يويس وقعت فيه الواو بين ياء وكسرة فتحذف فتبقى الياء متحركة وما قبلها مفتوح فتقلب الفًا فيجتمع بذلك اعلالان في كلمة واحدة أحدهما بالحذف والثاني بالقلب وأبو العلاء جعل علة الكراهة وقوع الواو بين ياءين في مثل يويس واجتماع ياءين بعدهما واو في ييوم ثم جعلت بقية احرف المضارعة تابعة للياء كما تبعتها في باب يعد ويزن لأن الياء حذفت من يوعد لوقوعها بين باء وكسرة وتبعها في ذلك أعد ونعد وتعد. فتأمل