للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويام ييوم ولعلهم كرهوا ذلك لأجل الياء التي تلحق في المضارع ثم جعلوا حروف المضارعة تابعةً للياء كما جعلوها تابعةً لها في باب يعد ويزن ولم يفعلوا بالهمزة مثل ذلك ولكن أجروها مجرى الحروف الصحاح فقالوا آن الأمر يئين وآمت المرأة تئيم وآب الغائب يؤوب وكرهوا مثل ذلك في الآء لأنه أثقل من هذه الأشياء إذ كان طرفاه همزتين ولو صرفوا منه الفعل لوجب أن يقولوا في الأمر أوء فلم يكن لهم بد من تخفيف الهمزة فيجعلونها واوًا لانضمام ما قبلها فيصيرون إذا خاطبوا الواحد بالأمر كأنهم خاطبوا الجماعة إذا امروهم من وأي أي وعد لأنك تقول للواحد إو وعدًا حسنًا كما تقول ق زيدًا وللاثنين إيا وللجميع أوا فكلما كثرت الحروف التي جرت عادتها بالإبدال والعلة كانوا في تركها أرغب ويحكم على آءٍ أنه من ذوات الواو لأنها الغالبة على هذا الباب وإذا جهل أصل شيء من ذلك فعليها يحمل (١) فتقول في تصغير آءة أؤيئة ولو جمعنا آءً على


(١) الألف لا تكون أصلاً في اسم متمكن ولا فعل لأن الاسم أما ثلاثي أو رباعي أو خماسي أما في الثلاثي فلا تكون الألف أولاً لأن الابتداء بها محال وأما في الوسط فلا يكون لأن الوسط يتحرك في التصغير وأما في الآخر فلا يكون لأنه محل الحركات الإعرابية وأما في الرباعي فلا يكون الأول والثاني والرابع لما مر في الأول والثالث لتحركه في التصغير وأما في الخماسي فالأول والثاني والثالث لما مر في الثلاثي والرباعي والخامس لأنه مورد الإعراب والرابع لكونه معتقب الإعراب في التصغير والتكيسر وأما الفعل فلا يكون في الثلاثي لأن احرفه الثلاثة تتحرك في الماضي وأما في الرباعي فلا تباعه الثلاثي ونقل الرضي عن بعضهم أن الف حاحى وعاعى وها هي أصلية وليس منقلبة عن واو ولا ياء وقد بينه في شرح الشافية ج ٢ ص ٣٧٠ فإذا كان أصل الألف مجهولاً حمل على الواو لأن قلبها عن الواو أكثر من قلبها عن الياء كما ذكره أبو العلاء