للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

النحو وكذلك قولهم آسار في اسآر (١) ليس من ذلك النحو لانهم كرهوا ان يقولوا اسآر فيجمعوا في الكلمة الواحدة بين همزتين فقالوا آسار لأن المد ايسر واخف قال الشاعر وأنشده ابو عبيدة:

إنا لنضرب جعفرا بسيوفنا ... ضرب الغريبة تركب الاسارا

يريد الأسآر. وأنشد سيبويه: (٢)

لقد لقيت قريظة ما سآها ... وحلَّ بدارها ذلٌّ ذليل

يريد ساءها ولو بنيت من اسم مثل افعل لقلت اسمى يا فتى على مثال اعمى والهمزة فيه همزة افعل ولو بنيت منه مثل إثمد قلت هذا اسم في الرفع ومررت باسم ورأيت اسمياً في النصب والفه زائدة ليست من الف اسم في شيء لأن تلك زيدت على شرط من البنية اذا زال بطلت بلا اختلاف ولو بنيت منه مثل ابلم لقلت اسم في الرفع والخفض ورأيت اسميًا في النصب فقلبت واوه كما قلبت واو أدل وأجر واذا نسبت إلى اسم فحذفت الألف ورددت قلت سموي وانما يردون من المنسوبات فيما ذهب منه موضع اللام لأنها التي يلحقها التغيير والعين بعيدة من ذلك والفاء أبعد فلو نسبت إلى عدة وجهة اذا سميت بهما لقلت عديّ وجهيّ (٣) فلم تردَّ


(١) السؤر بقية الشيء والجمع أسآر وقد يقلب آسار كما قيل آبار وآرام في بئر ورئم.
(٢) ج ٢ ص ١٣٠ لكعب بن مالك البدري الانصاري الخزرجي الصحابي من الشعراء المجيدين في الجاهلية وكان شاعر النبي (ص) في الاسلام توفي سنة ٥٥ ورواية سيبويه وحل بدارهم ورواه في اللسان كما هنا وهذا البيت يقوله كعب في ظهور النبي (ص) على بني قريظة ومعنى قوله ذل ذليل بالغ متناه.
(٣) هذا الكلام ليس على اطلاقه لأن الاسم المحذوف الفاء إذا نسب اليه لا يخلو