للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يديان بيضاوان عند محرّقٍ ... قد تمنعانك ان تضام وتضهدا

فمن أنشده بتحريك الدال يجوز ان يكون على مذهب من قال يدى على مثال رحى وعلى مذهب من قال يد يافتى لانه يجعله مثل قوله دميان في دم على رأي من زعم أن وزن دم فعلٌ بسكون العين في الأصل فهذا مما حذفت منه الياء

وأما الواو فحذفت من غد وقلةٍ (١) وغيرهما وحذفها كثير وقالوا غٌد في معنى غٍد ومن ذهب إلى أن الرَّدَّ يجب أن تقرَّ معه الحركة لزمه ألا يجعل غدوًا مردود غٍد ولكن يجعله لغًة اخرى لأنه لو ردَّ غدًا على رأي من يقول أنَّ دمًا فعل ويقول في تثنيته دميان لوجب ان يقول غدًا


= دمان ويدان لأنك تقول في اضافتهما يدك ودمك ولذلك حكموا بشذوذ جرى الدميان ويدان بيضاوان وجعلن من قبيل الضرورة وقال ابن يعيش والذي اراه ان بعض العرب يقول في اليد يدى في الاحوال كلها يجعله مقصورًا كرحى وفتى ومن ذلك قول الراجز يارب سار بات ... وتثنيتها على هذه اللغة يديان مثل رحيان وكذلك دم يقال منقوصًا ومقصورًا وعليه قول الشاعر فلسنا على الأعقاب تدمى .. فلذلك قال جرى الدميان كما تقول فتيان ورحيان
(١) الغد اليوم الذي يأتي بعد يومك وأصله غدو فحذفت لامه بلا عوض ولم يستعمل تامًا الا في الشعر قال لبيد:
وما الناس الا كالديا وأهلها ... بها يوم حلوها وغدوا بلافع
وقال الليث غداغدك وغدا غدوك ناقص تام وقال سيبويه ج ٢ ص ٧٩ وغد فعل يستدل على ذلك بقول ناس من العرب آتيك غدوًا يريدون غدا وأنشد بيت لبيد. وقال قال الرضى في شرح الكافية ٢ - ١٧٥ ان لامه لا ترد في التثنية. والقلة عود يجعل في وسطه حبل ثم يدفن ويجعل للحبل كفة فيها عيدان فاذا وطيء الظبي عليها عضَّت على اطراف اكارعه؛ والقلة خشبة صغيرة تضرب بعود كبير يقال له المقلى. أصلها قلو والهاء عوض وقال الفراء انما ضم أولها ليدل على الواو.