للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يحزنون هذه على لغة من قال هدي وعلى هذا ينشد قول أبي ذؤيب: (١)

تركوا هويَّ واعنفوا لهواهم فَتخُرِّموا ولكل جنب مصرع

ولو أُنشد هواي لم يكن بالوزن بأس والاستشهاد بالشعر على نوعين أحدهما لا مزية فيه للمنظوم على المنثور والآخر يكون حكم الموزون فيه غير حكم ما نُثر فالضرب الأول كبيت أبى ذؤيب الذي مرَّ وكقول الآخر: (٢)


(١) أبو ذؤيب خويلد بن خالد بن محرث شاعر فحل مخضرم من بني هذيل من مصر أسلم وسكن المدينة وشهد فتح افريقية ومات في مصر سنة ٢٧ وله شعر جيد وأشهره مرثيته العينية التي يرثى بها بنيه الذين هاجروا إلى مصر فماتوا في سنة واحدة ومنها هذا البيت. الشاهد فيه هوي أصله هواي فأبدل من الألف ياء لوقوعها موقع كسرة ولا تمكن الكسرة فيها وهكذا تفعل هذيل في كل مقصور والضمير في تركوا وما بعدها يعود على بنيه المذكورين في بيت سابق: أودى بني فأعقبوني حسرة ... واعنقوا: أسرعوا، تخرموا: تخرمهم الدهر أي أقتطعهم وأستأصلهم يريد أن هواي أي ما أهواه وأحبه هو أن يبقوا أحياء وأموات قبلهم وهواهم أن يسرعوا إلى الموت قال الأصمعي أي ماتوا قبلي ولم يلبثوا لهواي وكنت أحب أن أموت قبلهم وأعنقوا لهواهم جعلهم كأنهم هووا الذهاب إلى المنية لسرعتهم إليها وهم لم يهووها في الحقيقة.
(٢) هذا البيت للمرار الأسدي هو المرار بفتح فتشديد بن سعيد بن حبيب من فقعس من أسد بن مدركة من مصر وهو من مخضرمي الدولتين وبعد هذا البيت
علاه بضربة بعثت بليل ... ... نوائحه وارخصت البضوعا
وقاد الخيل عائدة لكلب ... ... ترى لوجيفهاّ رهجا سريعا
ومعنى البيت يصف أباه بأنه صرع رجلا من بكر يقال له بشر فوقعت عليه الطير ترقب موته لتتناول منه ووقوعًا جمع واقع. كجلوس وقعود =