للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من ذوات الياء والقراءة سماع وقياس واختيار فإذا سُمع الحرف وكان السامع له من أهله المعرفة قاسه على نظائره بعد صحة الخبر فيه فإذا وضح له أنه مستقيم كان الاختيار بعد ذلك إليه فنقول ان القراء تركوا إمالة يا لأن الحروف أصلها الاّ تدخلها الإمالة ولم يطالبوا بأن يحملوا القراءة على ما يجوز فى كلام العرب كما أنهم لا يطالبون بأن يقرؤوا ولله على الناس حِجٌّ البيت ولا يلزمهم إذا كان في الحرف من الكتاب لغتان أو ثلاث ان يستعملوا ذلك كله بل قراءتهم مردودة الى الرواية كما ان قياس الفقهاء معلق بالكتاب والخبر وهم مجمعون على قراءة المشعر الحرام بالفتح وقد حُكي ان كسر الميم منه أكثر فى كلام العرب (١) وانما تحمل القراءة على معظم الكلام وأقومه فى قياس العربية والممال عند البصريين هو الألف فيجعلونها ثلاثة أنواع ألف تفخيم وألف ترخيم وهى ألف الإمالة وكذلك سماها سيبويه فى كتابه وألفٌ بين بين وانما سمى تلك ألف ترخيم لأن النطق بها أخف من النطق بالمفخمة وأما الفراء فدل كلامه على أن الممال هو الحرف الذي قبل الألف لأنه جعل النون هي المكسورة


= أنها لا تمال اذا كملت بالمد نحو باء وتاء وثاء لأنها لا تكون اذا موقوفًا عليها ولقوة الداعي الى إمالتها اميلت مع حرف الاستعلاء نحو طا وظا. بخلاف نحو طالب وظالم.
(١) فى الصحاح والمشعر الحرام أحد المشاعر وكسر الميم لغة وفى اللسان ويقولون هو المشعر الحرام والمشعر ولا يكادون يقولونه بغير الألف واللام وفي القاموس وتكسر ميمه. وفى المصباح وميمه مفتوحة على المشهور وبعضهم يكسرها على التشبيه باسم الآلة وكلامهم هذا يدل على ان فتح الميم هو أكثر من كسرها ولعل أبا العلاء قال وقد حكي إشارة إلى أن غيره هو المشهور.