للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في قولهم إنا لله وهذا قول حسن وإنا لله من الامالة الشاذة لأنه ليس موضع إمالة وانما كثر استعماله ولزمته اللام المكسورة التى فى اسم الله سبحانه فشبه بألف فاعل ومفاعل وأمالوا إما لا وهذا أيضًا شاذ وإنما فعلوا ذلك لأن الاستعمال كثر فآثروا التخفيف وقد مضى القول فى أن الإمالة أخف من التفخيم وقول الفراء يقوى فى أن الممال هو الحرف الذى قبل الألف لأن الامالة تبين فى الحرف حدثًا ليس فى التفخيم والألف لا تحتمل ذلك لأنها ضعيفة جدًا وغيرها بالتغيير أليق وهو له أجمل وقد أمالوا الفتحة فى الحجر والضرر فدلَّ ذلك على ان الإمالة إنما هي في الحرف الذي قبل الألف وكذلك قول بعضهم نعمة فى الوقف الكسرة على الميم بينة فأما الهاء فبريّةٌ من ذلك وليست الهاء بأضعف من الألف بل لها مزية في القوة لأن الهاء تمكن حركتها والألف لا تحتمل شيئًا من الحركات (١) وأنت اذا جئت فى الفواصل بحرف ممال وحرف مفخم تبينت في ذلك تنافرًا من اللفظ ألا ترى أنك اذا قلت في المثل أنكحنا الفرا فسترى (٢)


(١) هاء التأنيث تشابه الألف فى المخرج والخفاء ومن حيث المعنى لأن الألف تكون للتأنيث ولأجل هذا اميل ما قبل الهاء كما اميل ما قبل الألف وذلك حسن فى مثل رحمة لعدم الراء وحرف الاستعلاء وتقبح في نحو كدرة لوجود الراء.
(٢) الفرأ حمار الوحش او الفتي منها. وقولهم انكحنا الفرا على التخفيف البدلي ليوافق سنرى فلما سكنت الهمزة ابدلت الًا لإنفتاح ما قبلها ومعناه قد طلبنا عالي الأمور فسترى اعمالنا بعد. هذا قول ثعلب وقال الأصمعي يضرب مثلًا للرجل اذا غرر بأمر فلم ير ما يجب اي صنعنا الحزم فآل بنا إلى عاقبة سوء وقيل معناه قد