للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ففخمت الفرا وأملت ترى فقد جئت باللفظين متباينين ومن تفقد ذلك وجده كثيرًا في فواصل السجع وقوافي الشعر ويقوى ترك الإمالة فى الحروف التي ليست مشتقة فيحكم على الفاتها بانها منقلبات على ياءات ولو قويت الإمالة فى شيْ منها لقويت في لكن (١) لأنها على هيئة فاعل وبعد الفها كسرة واختلف النحويون فحكي عن المازني أن لكن


= نظرنا في الأمر فسننظر عما ينكشف وفي مجمع الأمثال قاله رجل لإمراته حين خطب اليه ابنته رجل وأبى ان يزوجه فرضيت أمها بتزويجه فغلبت الأب حتى زوجها منه بكره وقال انكحنا الفرا فسترى ثم اساء الزوج العشرة فطلقها يضرب في التحذير من سوء العاقبة والفرا ليس فيه سبب يوجب الإمالة وترى الفه منقلبة عن ياءٍ فى بعض الصور.
(١) لكن حرف مركب من خمسة احرف وهو أقصى ما جاء عليه الحرف وقد اختلفت فيها فقال البصريون انها بسيطة وقال الكوفيون انها مركبة واختلف هؤلاء فقال الفراء انها مركبة من لكن ساكنة النون وان المفتوحة المشددة طرحت منها الهمزة ثم حذفت نون لكن لإلتقاء الساكنين. وقال بعض الكوفيين انها مركبة من لا وان المكسورة المصدرة بالكاف الزائدة وأصلها لا كإن فنقلت كسرة الهمزة الى الكاف وحذفت الهمزة وقال آخرون هي مركبة من لا وكأن واختاره السهيلي. فإذا قلت قام زيد لكن عمرًا لم يقم فكأنك قلت لا كأن عمرًا لم يقم والمعنى فعل زيد لا كفعل عمرو ثم ركبت وغيرت للانتشار بحذف الهمزة وكسر الكاف. وقال السهيلي لما كان أصل كأن ان المكسورة وفتحت للكاف كسرت الكاف عند حذف الهمزة لتدل على المحذوف لكثرة التغيير وما نقلناه عن الفراءنقله عنه السيوطي فى جمع الجوامع وقد تخفف لكن بالحذف لأجل التضعيف كما تخفف ان فيسكن آخرها لأن الحركة انما كانت لإلتقاء الساكنين وقد زال أحدهما فبقي الحرف الأول على سكونه.