فلئن يومًا أصابوا ... ... للقد كانوا لدى أزماننا ... بصنيعين .. ... قال في شرح التسهيل أجاز الفراء أن يجمع بين لامي توكيد تقول إن زيدًا للقد قام وانشد البيتين. (١) هكذا جاءت في الاصل على صورة المضارع وعلى الجيم ضمه والصواب يا اخرج بصيغة فعل الأمر مسبوقة بيا. (٢) وكذلك جاء يا سجدوا بغير همزة قبل السين ويا اسلمي بغير همز وقد قرأ الكسائي الا خفيفة وقرأها الباقون بالتشديد فمن خفف جعلها تنبيهًا ويا نداء والتقدير الا يا هؤلاء اسجدوا لله ويجوز أن يكون يا تنبيهًا ولا منادى هناك وجمع بين تنبيهين تأكيدًا لأن الأمر قد يحتاج إلى استعطاف المأمور واستدعاء إقباله على الأمر وأما قراءة الجماعة فعلى أن ان الناصية دخلت عليها لا النافية والفعل المضارع بعدها منصوب وحذف النون علامة النصب فالفعل على القراءة الاولى مبني لأنه أمر وعلى الثانية معرب لأنه مضارع. (٣) اختلف العلماء في حذف المنادى وإبقاء حرف النداء فجزم ابن مالك بجوازه قبل الأمر والدعاء وخرج عليه قوله تعالى الا يا اسجدوا وقول الشاعر يا لعنة الله والأقوام .. وقال أبو حيان الذي يقتضيه النظر لا يجوز لأن الجمع بين حذف فعل النداء وحذف المنادى إجحاف ولم يرد بذلك سماع من العرب فيقبل ويا في الآية والبيت ونحوهما للتنبيه وقال ابن يعيش يحتمل أن يكون المنادى محذوفًا أي يا قوم وان يكون يا لمجرد التنبيه. وقد استشهد بهذا البيت على تأكيد الجملة بأسرها تأكيدًا لفظيًا كما يؤكد المفرد فإنه أكد الجملة الأمرية بتكريرها.