للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فقلت اصطحبها أو لغيري فأهدها ... فما أنا بعد الشيب ويبك والخمر

تجاللك عنها في السنين التي مضت ... فكيف التصابي بعدما كلأ العمر

وما رغبتي في كوني كبعض الكروان (١) ... تكلم في الخطب جرى

والظليم يسمع ويرى فقال الأخنس أو الفرا (٢) اطرق كرا اطرق كرا أن النعام في القرى وحق لمثلي (٣) ألا يسأل فإن سئل تعين عليه ألا يجيب فإن أجاب ففرض على السامع ألا يسمع منه فإن خالف باستماعه ففريضة ألا يكتب ما يقول فإن كتبه فواجب ألا ينظر فيه فإن نظر فيه (٤) فقد خبط في عشواء وقد بلغتُ سن الأشياخ وما حار (٥) بيدي نفع من هذا الهذيان والظعن إلى الآخرة قريب أفتراني أُدافع ملك النفوس (٦) فأقول أصل ملك مألك وإنما أخذ من الألوكة وهي الرسالة ثم قلب ويدلنا على ذلك قولهم


(١) الكروان بفتحتين طائر قيل هو الحجل وقيل غيره والجمع كروان بالكسر فالسكون والذكر منه كرَا وفي م في خطب والظليم ذكر النعام.
(٢) الأخنس الثور من بقر الوحش والظبي. والفرـ حمار الوحش ولما سكنت همزته في الوقف أبدلت ألفًا. وفي بقية النسخ فقال الأخفش أو الفرا والأولى أليق بالمقام أطرق سكت. وأطرق أرخى عينه ينظر إلى الأرض وهذا مثل يضرب للرجل يتكلم وليس عنده غناء فيقال له اسكت وتوق انتشار ما تلفظ به كراهة ما يتعقبه فيشبه الكروان بالذليل والنعام بالأعزة والمعنى اسكن أو اسكت عند وجود من هو أعز منك. وقيل كرا مرخم كروان وفي م أطرق كرا مرة واحدة وفي الجميع أن النعامة.
(٣) في م مثلي.
(٤) في م بدون فيه. خبط خبط عشواء.
(٥) حار رجع وفي ر جاز والهذيان كلام غير معقول.
(٦) في الجميع ملك الموت.