للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

همينة وكانت فيمن هاجر الى الحبشة وهذه من الهمن لا محالة وموضع يعرف بهمانية (١) وهو من الهمن أيضًا.

والوجه الآخر في مهيمن أن يكون من الأمن والأمانة وقد أبلدت الهاء من الهمزة وقد يبدلونها من الهمزة كثيرًا كما قالوا هبرية وإبرية لما يتساقط من وسخ الرأس وهرقت وأرقت وهرحت الدابة وأرحتها وهما والله وأما والله ولما سمع في القرآن مهيمن اعتبره أهل النظر فوجدوه يحتمل أمرين التكبير والتصغير فلم يجز أن يحمل على التصغير لأنه جاء في صفات الله سبحانه وعزَّت صفاته عن ذلك فلما لم يمكن أن يجعل مثل مخدع تصغير مخدع (٢) ولا مثل مفيتح تصغير مفتح (٣) ولا مثل مديخل تصغير مدخل (٤) ولا أن يحمل شيء (٥) من هذه المصغرات وجب أن يحمل على مكبرات الأسماء فوجدوا حروفه كلها من الحروف التي يمكن زيادتها لأن الذين حصروا حروف الزيادة جمعوها في قولهم اليوم تنساه وهويت السمان وسالتمونيها ونحو ذلك.

فلما نظروا في حروف مهيمن وجدوا ما حصر من حروف الزيادة يتناول جميعها في الظاهر فعلموا أنَّ جميع حروف الشيء لا يمكن أن


(١) همانية مضبوطة بضم الهاء في الأصل وكذا في معجم البلدان وقد ضبطها في القاموس كعلانية وقد ذكرنا ما ورد من هذه المادة في كلام المتقدمين.
(٢) المخدع البيت الصغير الذي يكون داخل البيت الكبير حكى فيه كسر الميم وفتحها وضمها وهو المراد هنا.
(٣) المفتح المفتاح.
(٤) يريد انه لم يمكن ان يجعل مثل مفعل بضم الميم وكسرها وفتحها.
(٥) لعل الاصل ان يحمل على شيء.