للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بشية كشية الممرجل

فان الميم لما كثر لزومها البناء أدخلوا عليها الميم التي تلحق المفعول في مثل مدحرج وبابه كما قالوا تمسكن فجعلوا الميم كأنها من الأصل وانما هو من السكون وكذلك قالوا تمدرع من المدرعة وانما القياس تدرع لأنها من الدرع.

وعلى ذلك يحمل موسى اذا أريد به موسى الحديد فاذا جعل مفعلا فالميم فيه زائدة وان جعل فعلى فالميم فيه اصلية فأما موسى اسم النبي صلى الله عليه وسلم فليس من العربية وان كان قد وافق لفظ موسى الحديد كما أن لوطًا ونوحًا ليسا من أسماء العرب وان وافقا فعلًا من ناح ينوح ولاط الحوض يلوطه اذا طلاه بالطين.

واذا كان بعدها أربعة أحرف من الأصول مجردة أو غير مجردة وكانت على زنة أسماء الفاعلين او المفعولين حكم عليها بالزيادة مثل مدحرج ومسرهفٍ وهو الحسن الغذاء فهذا فيه بعد الميم أربعة أحرف جردت من الزيادة وأما مقشعر ومحر نجم (١) فبعد الميم أربعة أحرف معها زيادة فأحد الراءين في مقشعر زائدة وكذلك نون محر نجم.


= على أن ميم الممرجل أصلية وهي عنده مفعلل والميم الثانية فاء الفعل لأن ممفعلا لا يوجد في الكلام وغير سيبويه يزعم أن الممرجل ممفعل وان ميميه زائدتان ويحتج مجيئهما زائدتين في مثل هذا بقولهم تمدرعت الجارية اذا ليست المدرع وهو ضرب من الثياب كالدرع وتمسكن الرجل اذا صار مسكينًا والمسكين من السكون وميمه زائدة قال الأعلم وهذا قريب الا ان سيبويه حمل الممرجل على الاكثر في الكلام لقلة ممفعل وكثرة مفعلل.
(١) من اقشعر بمعنى تقبض وتجمع واحر نجم القوم ازدحموا واجتمع بعضهم إلى بعض.