للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يستدل على أن الميم من الأصل بقولهم معيز ومعز ويستدل على أن الألف للالحاق بأنها تنون فتقول مررت بمعزىً أمس وكذلك ينشد هذا البيت:

ومعزىً هدبًا يعلو ... قران الأرض سودانا (١)

ولو بنيت الفعلى من قولك هذا أمجد منك لقلت في التأنيث المجدى فحكمت على أن الميم أصلية وأن الالف للتأنيث لأنه من المجد.

وأما المنقلبة من الواو والياء فمثل قولك المعزى والمقضى لأنه من غزوت وقضيت فهذا يحكم على أن ميمه زائدة لأن بعده ثلاثة أحرف من الاصول وكذلك يحكم على قولهم مراجل لضرب من الثياب بأن الميم فيه زائدة في أصح الاقوال فأما قول الراجز: (٢)


(١) هدبا أراد به كثير الشعر وقران الجبل جمع قرن أعلاه واراد الامكنة المشرفة من الأرض وهدبا صفة على اللفظ وسودان صفة على المعنى وهذا البيت أورده سيبويه ج ٢ ص ١٢ على ان اناسًا يذكرون معزى وان ألفه للالحاق واستدل به شارح المفضل ج ٩ ص ١٤٧ على ان الالف في معزى ليست للتأنيث بدليل تذكيرهم اياه قال الشاعر وصف معزى بالمذكر فدل على انه مذكر ولو كانت الالف للتأنيث لكان مؤنثاً واستشهد به أيضًا على أن أفعل الذي مؤنثه فعلاء يجمع على فعلان نحو حمران وبيضان وسودان وهو في كل الروايات هدبا يعلو ورواه في اللسان تعلو والصواب يعلو.
(٢) هذا البيت للعجاج من ارجوزة يمدح بها يزيد بن معاوية وقبل هذا البيت:
تبدلت عين النعاج الخذل ... وكل براق الشوى مسرول
بشية كشبه الممرجل. والشيه سواد في بياض او بياض في سواد .. وكل لون يخالف معظم لون الفرس وغيره والمرجل القدر من النحاس والحجارة والممرجل ضرب من ثياب الوشي فيه صور المراجل وهذا البيت استشهد به سيبويه ج ٢ ص ٣٤٥