للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يحكمون على نون فعلان بذلك وإن كثرت الزيادة في موقعها حتى يثبت الاشتقاق لأن فعلالاً قد كثر فقالوا قرطاس في قرطاس وقسطاطس (١) وحكى أبو ملك (٢) حملاق العين في حملاق (٣) وهذا حكم المتقدمين والذي يوجب القياس أن يحكم على نون فعلان بالزيادة إلى أن يثبت أنها أصل لأن هذا البناء لم يكثر كثرة غيره فثعبان فعلان لأنه من الانثعاب (٤) وعثمان كذلك (٥) لأنه من العثم يقال جبرت يده على عثم إذا لم يستوجبرها فكثرت زيادة هذه النون في الجمع والمصدر مثل القضبان والكثبان والكفران والرجحان فأما فعلان فينبغي أن يتوقف عن الحكم في نونه أكثر من التوقيف عن نون فعلان وإن كانت تكثر زياده في هذا الموضع لأنها جاءت في الجمع والمصدر اللذين كثرا في المسموع مثل الغربان والغلمان والحرمان والعصيان وفعلال كثير موجود وكل فعل في آخره


(١) القرطاس بكسر القاف وضمها الصحيفة التي يكتب فيها وزعم في القاموس أنه مثلث القاف وأنه كجعفر ودرهم القسطاس اعدل الموازين واقومهما بكسر القاف وضمها
(٢) كذا في الأصل ولم أعلم من هو أبو ملك والظاهر أنه أبو مالك عمرو بن كركرة الأعرابي ويقال إنه كان يحفظ لغات اعرب. وكان ابن مناذر بقول. كان الاصمعي يجيب في ثلث اللغة وأبو عبيدة في نصفها وأبو زيد في ثلثيها وأبو مالك فيها كلها وإنما عن توسعهم في الرواية والفتيا لأن الاصمعي كان يضيق ولا يجوز إلا أفصح اللغات ولا يجيب في القرآن والحديث ولأبي مالك كتب مذكورة في بغية الوعاة ص ٣٦٧ والفهرست ص ٦٦
(٣) والحملاق بالكسر والضم قيل باطن الجفن الذي يسوده الكحل وقيل غير ذلك
(٤) يقال ثعب فلان الماء والدم فجره فانثعب فانفجر ويقال دم ثعب والثعوب والثعبان بالضم سائل
(٥) العثمان فرخ الحية وكنية الحنش أبو عثمان. والعثمان فرخ الحبارى. وعلم لرجل.