للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فإذا قيل شاطن فهو في معنى الشيطان وإذا قيل ساطن فهو الذي أعيا خبثًا والمعنى متقارب واستدلوا على النون في شيطان أنها أصل بقولهم تشيطن لأنه لو كان من الشيط لامتنع هذا البناء كما يمتنع هيمان من أن تقول في الفعل تهيمن لأن تفعلن بناء لم يذكره المتقدمون في أبنية الفعل ولو سميت رجلاً بشيطان لصرفته على هذا القول لأنه مثل بيطار ومن جلعه من شاط يشيط لم يصرفه إذا كان اسمًا (١) وقد سمت العرب شيطان وشيطان بن مدلج في هوازن وشيطان بن الحكم في غنّى وقد جاء به طفيل غير مصروف فقال:

بقد منت الخذواء منًا عليهم ... وشيطان إذ يدعوهم ويثوب (٢)

وكان الفارسي يابي ترك صرفه ههنا إلا بعلة فيجعله اسما لقبيلة والرواية على غير ما قال والأخبار تدل على خلافه وقال بعض من يحتج لهذا المذهب يجوز أن يكون نوّن شيطانًا وواقع على التنوين حركة الهمزة في إذ وهذا لا يمتنع ولكن فيه تكلف وقد كثر من يقول إن الشيطان يحتمل أن يكون من الشطن ومن الشيط فكأنه في بيت طفيل من الشيط (٣) واستدلوا على أن شيطانًا فيعال بقولهم شيطانه لأن الهاء قلما تدخل على


(١) لوجود الألف والنون مع العلمية
(٢) الخذواء فرس شيطان بن الحكم بن جاهمة أو جلهمة الغنوي ورواه في اللسان وقد منت ورواه وقد متت الحذواء متا وثوب الداعي إذا عاد مرة بعد أخرى وأصله أن الرجل إذا جاء مستصرخًا لوح بثوبه ليرى ويشتهر فكان ذلك كالدعاء فسمى الدعاء تثويبا لذلك وكل داع مثوب.
(٣) لأنه غير منصرف للعملية وزيادة الألف والنون ولو كان من شطن لانصرف