للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال الحطيئة: (١)

وآنيتُ العشاء إلى سُهيل ... أو الشعري فطال بي الأناء (٢)

ويروى أكريت العشاء وقد حكى بعضهم همز مؤسى إذا كان اسمًا وزعم النحويون أن ذلك لمجاورة الواو الضمة لأن الواو إذا كانت مضمومة ضمًّا لغير أعراب وغير ما يشابه (٣) الأعراب جاز أن تحوَّل همزة (٤)


(١) هو جرول بن أوس العبسي أبو مليكة أدرك الإسلام وأسلم وكان شاعرًا مقدمًا هجاء توفي سنة ٣٠ تقريبًا وهذا البيت من قصيدة هجا بها الزبرقان.
(٢) آني الشيء أخره والاسم منه الأنا وسهيل والشعري كوكبان قيل الشعرى يطلع سحرًا وما أكل بعده فليس بعشاء يريد أنه انتظر معروفه حتى أيس منه وأكريت أخرت والاسم الكراء ورواه في اللسان بالوجهين في أنى وكرى.
(٣) في الثلاث أو غير ما يشاكل الأعراب.
(٤) الواو المضمومة إما أن تكون في أول الكلمة أو في غيره والتي في الأول إن جاء بعدها واو متحركة وجب قلبها همزًا مثل أو يصل مصغر واصل والأصل وويصل ومثل أول جمع أولى والأصل وول. وإن جاء بعدها واو ساكنة مثل وورى مجهول وأرى جاز قلبها همزًا وإن لم يجئ بعدها واو جاز قلبها مثل وعد ووشح ووجوه والتي في غير الأول يجوز قلبها إذا كانت ضمتها لازمة وكانت غير مشددة ولا زائدة مثل أدؤر جمع دار والأصل أدور أما إذا كانت ضمتها عارضة للإعراب مثل هذه دلوك أو لالتقاء الساكنين مثل اشتروا الضلالة أو كانت مشددة مثل التقول أو زائدة مثل الترهوك ففي كل هذه المواضع لا تقلب همزة وقراءة بعضهم وإن منهم لفريقًا يلؤون بالهمزة شاذة فكلام أبي العلاء يجب أن يحمل على الواو المضمومة في أول الكلمة إذا لم يكن بعدها واو متحركة كما يشعر به تمثيله بوقتت ووشحت.