للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يتيه وهو من توَّهت قيل له يمنع من ذلك أنهم قالوا طيبت الرجل بالطيب ولم يحك أحد طوبته والمطيبون أحياء من قريش احتلفوا وغمسوا أيديهم في طيب (١) فهذا يدلك على أن الطيب من ذوات الياء وكذلك قولهم هذا أطيب من هذا فأما حكاية أهل اللغة أنهم يقولون أوبة وطوبة فإنما ذلك على معنى الإتباع (٢) كما يعتقد بعض الناس في قولهم حياك الله وبيّاك أنه إتباع وأن أصل بياك بوَّاك أي بوَّاك (٣) منزلًا ترضاه فخفف


(١) المطيبون خمس قبائل بنو عبد مناف وبنو أسد بن عبد العزى وبنو تيم وبنو زهرة أرادت بنو عبد مناف أن تأخذ ما في أيدي عبد الدار من الحجابة والرفادة واللواء والسقاية فأبت بنو عبد الدار وعقد كل قوم على أمرهم حلفًا مؤكدًا على التناصر وأخرج لهم بنو عبد مناف جفنة فخلطوا فيها أطيابًا وغمسوا أيديهم فيها وتعاقدوا ثم مسحوا الكعبة بأيديهم توكيدًا فسموا المطيبين بصيغة اسم المفعول هذا هو المشهور.
(٢) قال في اللسان يقال الداخل طوبة وأوبة يريدون الطيب في المعنى دون اللفظ لأن تلك ياء وهذه واو. وفي الجمهرة تقول العرب للرجل إذا قدم من سفر أوبة وطوبة أي أبت إلى عيش طيب ومآب والأصل طيبة فقالوا بالواو لمحاذاة أوبة كما قالوا الغدايا والعشايا.
(٣) بواه منزلًا: هيأه له وانزله أو جعله ذا منزل وللعلماء أقوال في معنى هذين اللفظين فقيل حياك ملكت وقيل أبقاك وقيل اعتمدك بالملك .. وقيل بياك قربك وقيل أضحكك وقيل بوأك منزلًا إلا أنها لما جاءت مع حياك تركت همزتها وحولت واوها ياء ومعناها اسكنك منزلًا وهيأك له وهذا قول خلف. وقيل بياك لازدواج الكلام. وقال أبو عبيدة في حياك الله وبياك بعض الناس بقول إنه اتباع وهو عندي ليس باتباع لأن الاتباع لا يكاد بالواو. وهذا بالواو والاتباع أن تتبع الكلمة الكلمة على وزنها أو رويها إشباعًا وتأكيدًا. وليس التابع من قبيل المترادف لأن المترادفين يفيدان فائدة واحدة من غير تفاوت والتابع لا يفيد وحده شيئًا بل شرط كونه =

<<  <  ج: ص:  >  >>