وإن القارئ للمخطوطة ليشعر من صفحاتها الأولى بعظيم قدرها , فقد جمع فيها بين الرواية والدراية , كيف لا يكون وهو من أهل الحديث؟ كما أن موضوعها مهم في زمن كثر المخالفون فيه من أهل الديانات الباطلة والمنسوخة الطاعنون في الرسالة وفي القرآن بل وفي كل الشريعة والدين , وإن معرفة فضائله - صلى الله عليه وسلم - وما أيده الله من الآيات وخوارق العادات من الأمور العظيمة التي تطمئن بها النفوس وتركن بها القلوب إلى تقبل ما جاء به وتطبيقه والسير على منهجه - صلى الله عليه وسلم -.
[المطلب الخامس: منهج المؤلف فيه]
تقدم في القسم الأول من البحث الكلام على منهج السرمري عموماً في كتبه -ومنها كتابه خصائص سيد العالمين- , فلذلك سأذكر هنا نقاط المنهج الخاصة في هذا الكتاب بإيجاز.
١ - الاعتماد على كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - وآثار الصحابة في الاستدلال: وهذا كثير في هذا الكتاب , وإذا كان هذا منهج كثير من علماء المسلمين , فإن جمال الدين السرمري قد تميز في ذلك.
٢ - طول النفس: لقد اتسم منهج جمال الدين السرمري في هذا الكتاب بطول النفس , وحسبك أن تقرأ فصل خصائصه - صلى الله عليه وسلم - في ليلة الإسراء فقد سرد الروايات المطولة في ذلك.
٣ - السعة والشمول: إن ظاهرة السعة والشمول في معالجته لكل قضية طرقها من قضايا الكتاب الأساسية معالجة شاملة بحيث لا يدع شاردة ولا واردة إلا ذكرها.
٤ - المناقشة والتحليل: وهذا يظهر جلياً في موزانته بين ما أوتي الأنبياء وبين ما أوتي نبيه - صلى الله عليه وسلم - , وأوجه فضله - صلى الله عليه وسلم - , والكتاب مملوء بـ (فإن قيل/الجواب).
٥ - الأمانة في النقل: كان جمال الدين السرمري أميناً في نقله , فهو كثيراً ما يذكر اسم الكتاب والمؤلف فيقول: قال فلان في كتابه كذا , وأحياناً يصرح باسم المؤلف فقط.