للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مبتلى بحب النساء و] (١) أخاف [أن يقلن بأعور فلا يردنني فادع الله تعالى لي أن يردها علي , فقال: «إن شئت صبرت واحتسبت فلك الجنة , وإن دعوت الله تعالى فكانت كما كانت» فقال] (٢): بل ادعُ لي بالجنّة وأن يردّها عليّ , فأخذها النبي - صلى الله عليه وسلم - فردّها إلى مكانها فعادت أحسن عينيه وأحدّهما -: يعني نظراً- (٣) (٤)؛ فإنّ إحياء العضو الواحد الذي بان عن الجسد وانفصل عنه زماناً وأُيس من عوده غير معهود ولا جرت عادة بذلك , بخلاف ما (إذا) (٥) أصيب العضو وهو قائم بالجسد فإن تلافيَه بالمداواة معتاد معهود , والصرع الذي يعم البدن فيبقى صاحبه ميتاً أو كالميت يمكن تلافيه بالأدوية والرُّقا (٦) ونحو ذلك , ولا يمكن إلصاق اليد إذا بانت وبردت ولا إلصاق الرِجل ولا الرأس ولا نحو ذلك من سائر الأطراف , فكان إعادة مالم تجر العادة بإعادة مثله أبلغ في المعجز؛ وكان نظير تكليم عيسى عليه الصلاة والسلام للموتى وأبلغ منه ذِراع الشاة التي أخبَرت النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنّها مسمومة وكانت مشويّةً قد قُدمت ليأكلها , فكلمته وقالت: إنّي مسمومة فلا تأكلني (٧) , ولم تجر العادة من عضو حيوان (٨) بهيم أن يتكلم , بل ولا


(١) مابين المعقوفتين خرم في الأصل , وما ذكرته من ب.
(٢) مابين المعقوفتين خرم في الأصل , وما ذكرته من ب.
(٣) ذكره ابن الجوزي في صفة الصفوة (١/ ٤٦٣) , وذكره المقريزي في إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع (٢٢/ ٣٣٥) , تحقيق: محمد عبدالحميد النميسي , الطبعة الأولى ١٤٢٠ , دار الكتب العلمية , بيروت.
(٤) في هامش أ "ولما دخل عاصم بن عمر بن قتادة على عمر بن عبدالعزيز سأل عمر عنه فقال عاصم:
أنا ابن الذي سالت على الخدّ عينه ... فرُدْت بكفّ المصطفى أحسن الردِّ
فعادت كما كانت لأوّل أمرها ... فيا حُسْن ما عينٍ ويا حسن ما خدِّ
فقال عمر بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى:
تلك المكارم لا قعبان من لبن ... شيباً ... بماء ... فعادا بَعْدُ أبوالا".
(٥) "إذا" ليس في ب.
(٦) في ب "الرقاء".
(٧) أخرجه البزار في مسنده (٢/ ٣٠٣) ح ٦٦٧٥ , من طريق أنس - رضي الله عنه - , بلفظ: "وأهدت امرأة يهودية إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شاة سميطًا فلما مد يده ليأكل قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن عضوًا من أعضائها يخبرني أنها مسمومة» فامتنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وامتنع من معه ... " الحديث , قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٨/ ٢٩٥): "رواه البزار , ورجاله رجال الصحيح غير مبارك بن فضالة وهو ثقة وهو ضعيف"؛ وقد ورد حديث إخبار الشاة للنبي - صلى الله عليه وسلم - بألفاظ أخرى صحيحة , ومن ذلك ما أخرجه أبو داود في سننه (٤/ ١٧٤) , كتاب الديات , باب فيمن سقى رجلاً سماً أو أطعمه فمات أيقاد منه , ح ٤٥١٢ , من طريق محمد بن عمر عن أبي سلمة , بلفظ: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبل الهدية ولا يأكل الصدقات , فأهدت له يهودية بخيبر شاة مصليَّة سمَّتها فأكل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منها وأكل القوم فقال: «ارفعوا أيديكم فإنها أخبرتني أنها مسمومة ... » الحديث , قال الألباني: "حسن صحيح". صحيح وضعيف سنن أبي ادود (١٠/ ١٢).
(٨) في ب "وحيوان" بزيادة واو.

<<  <   >  >>