(٢) قال الشيخ السعدي: " قد وقع كما أخبر الله، فغلبوا غلبة لم يكن لها مثيل ولا نظير ,وجعل الله تعالى ما وقع في "بدر" من آياته الدالة على صدق رسوله، وأنه على الحق، وأعداءه على الباطل، حيث التقت فئتان، فئة المؤمنين لا يبلغون إلا ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً مع قلة عددهم، وفئة الكافرين، يناهزون الألف، مع استعدادهم التام في السلاح وغيره، فأيد الله المؤمنين بنصره، فهزموهم بإذن الله، ففي هذا عبرة لأهل البصائر". تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ص ٩٦٣ , لعبدالرحمن السعدي , تحقيق: عبدالرحمن اللويحق , الطبعة الأولى ١٤٢٠ , مؤسسة الرسالة. (٣) في ب "وتقرير العذاب". (٤) في ب زيادة {وَتَوَدُّونَ} , وهي زيادة على الشاهد غير مرادة. (٥) قال الثعلبي في تفسيره (٤/ ٣٣١): " قال ابن عباس وابن الزبير وابن يسار والسدي: أغار كرز بن جابر القرشي على سرح المدينة حتّى بلغ الصفراء فبلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - فركب في أثره فسبقه كرز فرجع النبي - صلى الله عليه وسلم - فأقام سنة وكان أبو سفيان أقبل من الشام في عير لقريش فيها عمرو بن العاص وعمرو بن هشام ومخرمة بن نوفل الزهري في أربعين راكباً من كبار قريش وفيها تجارة عظيمة وهي اللطيمة حتى إذا كان قريباً من بدر بلغ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فندب أصحابه إليهم وأخبرهم بكثرة المال وقلّة الجنود فقال: «هذه عير قريش فيها أموالهم فاخرجوا إليها لعلّ الله عزّ وجلّ ينفلكموها» فخرجوا لا يُريدون إلاّ أبا سفيان والركب لا يرونها إلا غنيمة لهم وخف بعضهم وثقل بعض , وذلك أنهم كانوا لم يظنّوا أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُلقي حرباً فلما سمع أبو سفيان بمسير النبي - صلى الله عليه وسلم - استأجر ضمضم بن عمرو الغفاري وبعثه إلى مكة وأمره أن يأتي قريشاً فيستنفرهم ويخبرهم أن محمداً قد عرض لعيرهم وأصحابه. فخرج ضمضم سريعاً إلى مكّة وخرج الشيطان معه في صورة سراقة بن خعشم فأتى مكّة فقال: إنّ محمداً وأصحابه قد عرضوا لعيركم فلا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم، فغضب أهل مكّة وانتدبوا وتنادوا لا يتخلف عنا أحد إلاّ هدمنا داره واستبحناه، وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أصحابه حتّى بلغ وادياً يقال له: وفران، فأتاه الخبر عن مسير قريش ليمنعوا عيرهم، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتّى إذا كانوا بالروحاء أخذ عيناً للقوم فأخبره بهم وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أيضاً عيناً له من جهينة حليفاً للأنصار يدعى ابن الاريقط فأتاه بخبر القوم، وسبقت العير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنزل جبرئيل فقال: إن الله وعدكم إحدى الطائفتين إمّا العير وإمّا قريش ... ".