للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الموضع, وقد رواه من الحفاظ أبو الفضل ابن ناصر شيخ ابن الجوزي ولكن ردّه غيره وقالوا الحديث فيه موضوع فالله أعلم" (١) , ويدل عليه أيضاً نقده لكتاب الخصائص لابن سبع بقوله: " وفي الحديث طُولٌ ذكَره أبو الربيع سليمان بن سبع السبتي في كتاب الخصائص له والله أعلم بحال هذا الحديث , وفي كتابه هذا أحاديث فيها ما فيها" (٢).

٢ - إكثاره من رواية الأحاديث بالمعنى: هذا وإن كان جائزاً من عالمٍ وعارف بما يحيل من المعاني كالسرمري رحمه الله , إلا أنه لا خلاف بين أهل العلم أن رواية الحديث بلفظه المسموع منه - صلى الله عليه وسلم - هو الأصل الذي ينبغي لكل راوٍ وناقل أن يلتزمه ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.

٣ - وقوع بعض الأوهام في الكتاب: وهي قليلة -والحمد لله- , فمن ذلك ما ذكره في قصة العلاء بن الحضرمي وأن الراوي لها (منجاب) , والصواب أن الراوي لها هو ابنه (سهم بن منجاب)؛ ومن ذلك أيضاً: ما ذكره في قصة فتح كسرى وأنه صاحب الأقباض هو (قيس بن سعد - رضي الله عنه -) , والصواب أنه (عامر بن عبدقيس -التابعي-).

ولكن مع هذا ففي الكتاب إضافة علمية كبيرة , فهو فريد في بابه كما تقدم , كما قد جمع فيه فضائل للنبي - صلى الله عليه وسلم - كثيرة من معجزاته وما آتاه الله تعالى من الكرامات والمزايا الكريمة والعطايا العظيمة مالم تجمع في غيره؛ بل الكتاب فيه فوائد مستنبطة من السرمري نفسه لا توجد في غيره , وقد سبق بيانها في أهمية الكتاب وقيمته العليمة.


(١) [ق ٤٣/ظ].
(٢) [ق ٨٦/ظ]

<<  <   >  >>