(٢) أخرج البخاري (١/ ٩٩) , في كتاب الصلاة , باب الأسير -أو الغريم- يربط في المسجد , ح ٤٦١ , ومسلم (١/ ٣٨٤) , في كتاب المساجد ومواضع الصلاة , باب جواز لعن الشيطان في أثناء الصلاة والتعوذ منه والعمل القليل في الصلاة , ح ٥٤١ , من طريق أبي هريرة - رضي الله عنه - , قال: "قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن عفريتاً من الجن جعل يفتك علي البارحة ليقطع الصلاة , وإن الله أمكنني منه فذعته , فقلد هممت أن أربطه إلى جنب سارية من سواري المسجد , حتى تصبحوا تنظرون إليه أجمعون -أو كلكم- ثم ذكرت قول أخي سليمان: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} [ص: من الآية ٣٥] فرده الله خاسئًا» واللفظ لمسلم؛ وأخرج مسلم (١/ ٣٨٥) , في كتاب المساجد ومواضع الصلاة , باب جواز لعن الشيطان في أثناء الصلاة والتعوذ منه والعمل القليل في الصلاة , ح ٥٤٢ , من طريق أبي الدراداء - رضي الله عنه - , قال: " قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فسمعناه يقول: «أعوذ بالله منك» ثم قال: «ألعنك بلعنة الله» -ثلاثاً- , وبسط يده كأنه يتناول شيئًا , فلما فرغ من الصلاة , قلنا: يا رسول الله قد سمعناك تقول في الصلاة شيئاً لم نسمعك تقوله قبل ذلك ورأيناك بسطت يدك , قال: «إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي , فقلت: أعوذ بالله منك ثلاث مرات , ثم قلت: ألعنك بلعنة الله التامة , فلم يستأخر ثلاث مرات , ثم أردت أخذه والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقاً يلعب به ولدان أهل المدينة» (٣) يقال: فلان شديد الشكيمة: أي شديد النفس , والشكيمة فى الأصل: حديدة اللجام المعترضة فى الفم التى عليها الفأس وهى التى تمنع الفرس من جماحه فشبه بها أنفة الرجل وتصلّبه في الأمور وما يمنعه من الهوادة وترك الجد والإنكماش فقالوا: فلان شديد الشكيمة لأنه إذا اشتدت تلك الحديدة كانت عن الجماح أمنع. انظر: تاج العروس (٣٢/ ٤٧٠) , الفائق في غريب الحديث (٢/ ١١٤) , لمحمود الزمخشري , تحقيق: علي البجاوي ومحمد أبو الفضل إبراهيم , الطبعة الثانية , دار المعرفة , لبنان.