للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«اسكن فما عليك إلا نبيّ أو صديق أو شهيد (١)» وكان عليه هو (٢) - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر رضي الله عنهما (٣) , وهذا (٤) وأمثاله أعجب من إلانة الحديد لداود - عليه السلام - , وأعجب من هذا أنه كان إذا مشى على الصخر لان تحت أقدامه وإذا مشى على الرمل لايؤثر قدمه فيه (٥) خرقاً للعادة الجارية على أنّ محمّداً - صلى الله عليه وسلم - أعطي من تسخير الجبال ما لو شاء

لصارت جبال مكّة معه ذهَباً وقال له مَلَكُ الجبال: إن شئت أن أُطْبِقَ عليهم الأخْشَبَينِ يعني جَبلي (٦) مكّة على الكفّار فقال - صلى الله عليه وسلم -: «بل أرجو أن يُخْرِجَ اللهُ من أصلابهم من يعبد الله تعالى لا يشرك به شيئاً» (٧).


(١) في أ "شهيد أو صديق" بتقديم وتأخير.
(٢) في ب "هو عليه" بتقديم وتأخير.
(٣) أخرجه مسلم (٤/ ١٨٨٠) , كتاب فضائل الصحابة - رضي الله عنهم - , باب من فضائل طلحة والزبير رضي الله عنهما , ح ٢٤١٧ , من طريق أبي هريرة - رضي الله عنه - , بلفظ: " «اسكن حراء , فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد» , قال أبو هريرة: "وعليه النبي - صلى الله عليه وسلم - , وأبو بكر , وعمر , وعثمان , وعلي , وطلحة , والزبير , وسعد بن أبي وقاص - رضي الله عنهم - ".
(٤) في ب "هذا" بدون الواو.
(٥) قال الألباني في السلسلة الصحيحة (١/ ١٥٨): "خصوصياته - عليه السلام - إنما تثبت بالنص الصحيح، فلا تثبت بالنص الضعيف ولا بالقياس والأهواء، والناس في هذه المسألة على طرفي نقيض، فمنهم من ينكر كثيراً من خصوصياته الثابتة بالأسانيد الصحيحة، إما لأنها غير متواترة بزعمه، وإما لأنها غير معقولة لديه , ومنهم من يثبت له - عليه السلام - ما لم يثبت مثل قولهم: إنه أول المخلوقات، وإنه لا ظل له في الأرض وإنه إذا سار في الرمل لا تؤثر قدمه فيه، بينما إذا داس على الصخر علم عليه، وغير ذلك من الأباطيل؛ والقول الوسط في ذلك أن يقال: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بشر بنص القرآن والسنة وإجماع الأمة، فلا يجوز أن يعطى له من الصفات والخصوصيات إلا ما صح به النص في الكتاب والسنة، فإذا ثبت ذلك وجب التسليم له".
(٦) في ب "جبل".
(٧) أخرجه البخاري (٤/ ١١٥) , كتاب بدء الخلق , باب إذا قال أحدكم: آمين والملائمة في السماء آمين فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه , ح ٣٢٣١؛ ومسلم (٣/ ١٤٢٠) , كتاب الجهاد والسير , باب ما لقي النبي - صلى الله عليه وسلم - من أذى المشركين والمنافقين , ح ١٧٩٥ , من طريق عائشة رضي الله عنها , بلفظ: «من يعبد الله وحده»

<<  <   >  >>