للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عيسى قد جمعهم الله - عز وجل - , فسلموا عليّ وحيّوني بمثل تحيّة الملائكة , قلت: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: إخوتك الأنبياءُ [و] (١) زَعمت قريش أنّ لله شريكاً , واليهود والنصارى أن لله تعالى ولداً , سل هؤلاء المرسلين هل كان لله شريك؟ فذلك قوله (٢) - عز وجل - {وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ} [الزُّخرُف: ٤٥] فأقرّوا بالربوبية لله - عز وجل - , ثم جمعهم والملائكة صُفوفاً فقدّمني وأمرني أن أصلي بهم , فصليت بهم ركعتين , ثم إن الأنبياء أثنَوا على ربّهم , فقال إبراهيم: الحمد لله الذي اتخذني خليلاً وأعطاني ملكاً عظيماً وجعلني [ق ٧٠/و] أُمة قانتاً يؤتم بي وأنقذني من النار وجعلها عليّ برداً وسلاماً , ثم إن موسى عليه الصلاة والسلام أثنى على ربّه فقال: الحمد لله رب العالمين الذي كلمني تكليماً وجعل هلاك فرعون على يدي ونجّى بني إسرائيل على يدي , وجعل من أمّتي قوماً يهدون بالحق وبه يعدلون؛ ثم إنّ داود - عليه السلام - أثنى على ربه فقال: الحمد لله الذي جعل لي ملكاً عظيماً وعلّمني الزبور وألَانَ (لي) (٣) الحديد وسخّر لي الجبال يسبّحن والطير وأعطاني الحكمة وفصل الخطاب , ثم إن سليمان أثنى على ربه فقال: الحمد لله الذي سخّر لي الرياح وسخر لي جنود الشياطين يعملون لي ما شئت من

محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات , وعلمني منطق الطير وآتاني من كل شيء فضلاً وآتاني ملكاً عظيماً لا ينبغي لأحد من بعدي وجعل ملكي مُلكاً طيباً ليس عليّ فيه حساب؛ ثم إن عيسى - عليه السلام - أثنى على ربه سبحانه فقال: الحمد لله رب العالمين الذي جعلني كلمة منه وجعل مثلي مثل آدم خلقه من تراب ثم قال له: كن فيكون وعلمني الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل وجعلني أخلق من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله وجعلني أبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله ورفعني وطهرني وأعاذني وأمّي من الشيطان ولم يكن للشيطان علينا سبيل؛ ثم إن محمّداً - صلى الله عليه وسلم - قال: كلكم قد أثنى على ربّه وإنّي مُثن على ربّي فقال:


(١) "و" زيادة من ب.
(٢) في ب "قول الله".
(٣) "لي" ليس في ب.

<<  <   >  >>