للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قبضَه غيري , فذلك أمري) (١) وأمر ذوي الأرواح من عباد الله , قال: فأبكاني حديثُه وأنا عنده , ثم جاوزنا فمررنا بملك آخر ما رأيت من الملائكة خلقاً مثله عابس كالح الوجه كريه المنظر شديد البطش ظاهر الغضب , فلما نظرت إليه رُعبت منه (٢) جدّاً , فقلت (٣): يا جبريل من هذا؟ فإنّي (٤) رُعبت [منه رعباً] (٥) شديداً قال: فلا تعجب أن تُرعَب منه كلُّنا بمنزلتك في الرُّعب منه , هذا مالك خازن جهنم لم يتبسَّم قط ولم يزل منذ ولّاه الله جهنَّم يزداد كلَّ يوم غضباً وغيظاً على أعداء الله تعالى وأهل معصيته [لينتقم منهم] (٦) , (قلت) (٧): ادنني منه , فأدناني منه فسلم عليه جبريل فلم يرفع رأسه فقال جبريل: يا ملك هذا محمّد رسول [العرب] (٨) [ق ٧١/ظ] فنظر إليَّ

وحيّاني وبشّرني بالخير , فقلت: مُذ كَم أنت وَاقِدٌ على جهنم؟ فقال: منذ خُلقتُ حتى الآن وكذلك حتى تقوم الساعة , قلت: يا جبريل مُره فليُرني طريقاً من النار فأمره ففعَل فخرج منه لهبٌ ساطع أسوَد معه دخان كدر مُظلم امتلأ منه الآفاق فرأيت هولاً عظيماً وأمراً فظيعاً أعجز عن صفته لكم فغشي عليَّ وكاد يذهب نفسي , فضمّني جبريل إليه وأمره أن يَرُدّ النارَ فردّها , فجاوزناها فمررنا بملائكة كثيرة لا يحصِي عدتَهم إلا اللهُ - عز وجل - الملك الواحد منهم له وجوه بين كتفيه ووجوه في صدره في كل وَجهٍ أفواهٌ وَألسن , فهو يحمد الله ويسبّحه بتلك الألسن , ورأيت من أجسامهم وخِلَقهم وعبادتهم أمراً عظيماً , ثم جاوزنا فإذا برجل تام الخلق لم ينقص من خلقه شيء كما ينقص من خليقة (٩) الناس عن يمينه باب تخرج منه ريح طيّبة وعن شماله باب تخرج منه ريح خبيثة إذا نظر إلى الباب الذي عن


(١) ما بين القوسين ليس في ب.
(٢) في ب "فيه" , وهو خطأ.
(٣) في أ "قلت" بدون الفاء.
(٤) في ب "فإنه".
(٥) مابين المعقوفتين طمس في الأصل , وما ذكرته من ب.
(٦) مابين المعقوفتين طمس في الأصل , وما ذكرته من ب.
(٧) "قلت" ليس في ب.
(٨) مابين المعقوفتين طمس في الأصل , وما ذكرته من ب.
(٩) في ب "خليتة".

<<  <   >  >>