للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد ذكرت سيرته وفضائله ومسنده والفتاوى عنه في مجلد على حدة، ولله الحمد، ثم من بعده عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان، ثم علي بن أبي طالب، هذا رأي المهاجرين والأنصار حين جعل عمر الأمر من بعده شورى بين ستة، فانحصر في عثمان وعلي، واجتهد فيهما عبد الرحمن بن عوف ثلاثة أيام بلياليها، حتى سأل النساء في خدورهن، والصبيان في المكاتب، فلم يراهم يعدلون بعثمان أحدا، فقدَّمه على علي، وولاه الأمر قبله.

ولهذا قال الدارقطني: من قَدَّم عليّ على عثمان فقد أزرى بالمهاجرين والأنصار، وصدق - رضي الله عنه - وأكرم مثواه، وجعل جنة الفردوس مأواه.

والعجب أنه قد ذهب أهل الكوفة من أهل السنة إلى تقديم عليّ علَى عثمان، ويُحْكَى عن سفيان الثوري، لكن يقال: إنه رجع عنه، ونُقِلَ مثله عن وكيع بن الجراح، ونصره ابن خزيمة والخطابي، وهو ضعيف مردود بما تقدم، ثم بقية العشرة، ثم أهل بدر، ثم أهل أحد، ثم أهل بيعة الرضوان يوم الحديبية، وأما السابقون الأولون فقيل: هم من صلى إلى القبلتين، وقيل: أهل بدر وقيل: بيعة الرضوان، وقيل غير ذلك، والله أعلم فرع.

قال الشافعي: روى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورآه من المسلمين نحو من ستين ألفا.

وقال أبو زرعة الرازي: شهد حجة الوداع أربعون ألفا، وكان معه في تبوك سبعون ألفا، وقُبِضَ -عليه الصلاة والسلام- عن مائة ألف وأربعة عشر ألفا من الصحابة.

نعم، هذا الكلام في معرفة الصحابة -رضوان الله عليهم- أولا عرَّفه ابن كثير -رحمه الله- على قول الجمهور بأنه: من رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في حال إسلام الراوي، وإن لم تَطُلْ صحبته له، وإن لم يروِ عنه شيئا، وهذا قول الجمهور، وهو عمل المصنفين في كتب الصحابة.

<<  <   >  >>