ثم الفائدة من النقد هنا تأتي، وهو قوله: وهذا مَصِير منهما إلى أنه ترتفع الجهالة عن الراوي برواية واحدٍ عنه، يعني: مَصِير من الشيخين "البخاري ومسلم"، وهذا الموضوع ما أعيده؛ لأنه مَرَّ الكلام عليه في قضايا في النوع الذي هو متعلق بمعرفة من تُقْبَل روايته، ومن تُرَد.
وخلاصته: أنه ارتفاع الجهالة برواية راوٍ واحد لا يُحكم لها بإثبات ولا بنفي، وإنما يُنظَر فيها إلى الطبقة، وإلى الراوي الذي روى عن، أو تفرد عن الشخص، وأيضا إلى المروي، وهذا خلاصة الكلام في هذه المسألة.
ثم ذكر عددا من التابعين، يعني: تُفُرِّد عنهم، ذكر عددا من الصحابة أولا، ثم ذكر عددا من التابعين لم يروِ عنهم إلا راوٍ واحد.
وذكر منهم حماد بن سلمة، وروايته عن أبي العشراء الدارمي عن أبيه حديث: ? أما تكون الذكاة إلا في الحلق واللبة؟ قال: أما لو طعنت في فخذها لأجزأ عنك ?.
وذكر أن الزهري تفرد عن جماعة، وأن أبا إسحاق السبيعي، وأن مالك تفرد، وإسحاق، ويحيى بن سعيد الأنصاري تفرد عن جماعة من التابعين، وكذلك مالك أيضا.
هذا الأمر -كما ذكرت- مهم بالنسبة لارتفاع الجهالة، والصواب فيها هو أنه يُنظر فيها -كما ذكرت- إلى هذه الأمور الثلاثة.
وأطلنا على الإخوان، لكن نكمل؟ ها.. نكمل يا شيخ. أحسن الله إليكم.