للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الحافظ أبو نعيم الأصفهاني، سنة ثلاثين وأربعمائة، وله ستٍ وتسعون سنة، ومن الطبقة الأخرى: الشيخ أبو عمرو النمري، توفي سنة ثلاث وستين وأربعمائة، عن خمسٍ وتسعين سنة، ثم أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي، توفي بنيسابور سنة ثمان وخمسين وأربعمائة، عن أربع وسبعين سنة، ثم أبو بكر أحمد بن علي "الخطيب البغدادي"، توفي سنة ثلاث وستين وأربعمائة، عن إحدى وسبعين سنة.

قلت: "وقد كان ينبغي أن يذكر مع هؤلاء جماعة اشتهرت تصانيفهم بين الناس، ولا سيما عند أهل الحديث كالطبراني، وقد توفي سنة ستين وثلاثمائة، صاحب المعاجم الثلاثة وغيرها، والحافظ أبي يعلى الموصلي، توفي سنة سبع وثلاثمائة، والحافظ أبي بكرٍ البزار، توفي سنة اثنتين وتسعين ومائتين، وإمام الأمة محمد بن إسحاق بن خزيمة، توفي سنة إحدى عشرة وثلاثمائة "صاحب الصحيح"".

وكذلك أبو حاتم محمد بن حبان البستي "صاحب الصحيح" راوٍ أيضا، وكانت وفاته سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، والحافظ أبو حمد بن عدي صاحب "الكامل"، توفي سنة سبع وستين وثلاثمائة.

نعم، هذا الفن من أجل الفنون "علوم الحديث"، وله صلة بأمور متعددة، الذي هو فن الوفايات، وقد اعتنى به الأئمة -رحمهم الله تعالى- عناية كبيرة جدا، فبحثوا عن وفاة كل راو، إما على سبيل التحديد بأن يُقال: تُوفي سنة كذا. وإما على سبيل التقريب بأن يُقال: تُوفي نحو كذا، أو بعد الخمسين، أو قبل الخمسين.

والبخاري -رحمه الله- في كتابه "الأوسط"، الذي يُقال إنه طبع باسم "التاريخ الصغير"، قسم ... يعني جعل كل عشر سنوات فصلا، ويُورد فيه بعض الرواة، إما على التحديد، وإما على التقريب، يعني ثابت أنه توفي بين والخمسين ومائة مثلًا، والستين والمائة، وفائدة ... وكذلك أيضا معرفة وفايات أصحاب الكتب المطبوعة، أصحاب المذاهب المطبوعة، وأصحاب الكتب المعروفة، والمؤلفين.

وفائدة هذا الفن أمران:

<<  <   >  >>