أولهما، أو نعم أولهما: في دراسة الأسانيد. يستفاد منه في الاتصال والانقطاع، كما نقل ابن كثير عن جماعة من الأئمة، أنهم يستعينون بالتاريخ، يعني أمران ... طيب ... نستفيد منه في أمرين يتعلقان بدراسة الأسانيد.
الأمر الأول: هو اختبار الراوي، معرفة صدقه من كذبه. الأئمة إذا جاءهم راوٍ لا يعرفونه، يحدث عن شيوخ، يسألونه متى ولد هو؟ أحيانا الشيخ... كثير من هؤلاء الذين لا يتقنون، ربما يذكر اسم ولادته، يعني: لا يكذب فيه، ثم ينظر الأئمة في وفاة شيوخه، فإذا هو لم يدركه فيعرفون أنه حينئذٍ: إما مُخلط وإما أنه كذاب، فهذا معنى قول سفيان الثوري مَثَلًا:"لما استعمل الرواة الكذب، استعملنا لهم التاريخ".
ويجازف ويروي عن فلان وفلان وفلان، فمثلًا يأتونه ويسألونه عن ولادته، ويقارن منها بوفاة شيوخه، وكثيرا ما يفتضح الرواة بهذا، كما قال الحاكم هنا: إنه يزعم أنه سمع منه بعد موته بثلاث عشرة سنة.
الأمر الآخر، وهو الأكثر أهمية بالنسبة لدراسة الرواة: أن نستفيد بمعرفة الوفايات في معرفة الاتصال والانقطاع، ولا سيما بين الصحابة والتابعين، أو بين التابعين وتابعي التابعين، فإذا جاءك راوٍ يروي عن ابن مسعود مثلًا، أول ما يعني تسلكه في معرفة هل سمع منه؟ أن تنظر في ولادته، وفي وفاة من؟ عبد الله بن مسعود، فيقولون: فلان لم يدرك فلانا؛ لأن ولادته سنة كذا، وفلان توفي أو مات سنة كذا.